أطلقت قوات إسرائيلية، السبت 15 يوليو/تموز 2023، قنابل دخانية باتجاه تجمع ضمّ النائب قاسم هاشم بينما كان يتجوّل برفقة صحفيين قرب الخط الحدودي في جنوب لبنان، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار واستخدم وسائل تفريق المظاهرات لإبعاد عدد من المشتبه بهم "تجاوزوا الخط الأزرق الفاصل بين الجانبين".
إذ نقلت وكالة فرانس برس عن مراسلها أن القوات الإسرائيلية أطلقت عدداً من القنابل الصوتية والدخانية باتجاه النائب قاسم هاشم، عضو كتلة التنمية والتحرير التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري، والصحفيين المرافقين عند الخط الحدودي في مزرعة بسطرة، وهي إحدى مزارع شبعا المحتلة من إسرائيل.
فيما كشفت الوكالة الوطنية للإعلام عن إصابة هاشم وصحفيين بحالات اختناق جراء ذلك، كما تعرض هاشم كذلك لجروح طفيفة إثر تزحلقه فور إطلاق القنابل الدخانية، وفق فرانس برس.
وشهدت الحدود بين لبنان وإسرائيل، في الأسابيع القليلة الماضية، توترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي اللذين خاضا آخر حرب واسعة بينهما في تموز/يوليو 2006.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه أطلق النار واستخدم وسائل تفريق المظاهرات، لإبعاد لبنانيَين اثنين تجاوزا الخط الأزرق الفاصل بين الجانبين.
وفي بيان له، قال الجيش: "أطلق جنودنا النار في الهواء واستخدموا وسائل لتفريق المظاهرات، في وقت سابق اليوم (السبت)، لإبعاد عدد من المشتبه بهم الذين عبروا الخط الأزرق في منطقة هار دوف (مزارع شبعا)، بعد رفضهم إخلاء المنطقة"، مضيفا أن "المشتبه بهم عادوا إلى الأراضي اللبنانية".
إلى ذلك، أفادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان بإطلاق القوات الإسرائيلية للقنابل المسيلة للدموع بعد "عبور عشرات الأفراد إلى جنوب الخط الأزرق" في مزرعة بسطرة.
والخط الأزرق هو خط وقف إطلاق النار الذي رسمته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000. ويمر في 13 نقطة متنازعاً عليها بين الطرفين.
وإثر الحادثة، أجرى رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، وفق البيان، اتصالات بالجانبين اللبناني والإسرائيلي
وأشارت قوة اليونيفيل إلى أن "عدداً من الحوادث أثار في الأيام الأخيرة توترات، ولكن بفضل التزام الطرفين على جانبي الخط الأزرق، لم تتصاعد حدتها أكثر من ذلك". وحضّت على "الاستمرار في ممارسة المستوى ذاته من ضبط النفس في الساعات والأيام المقبلة".
وأصيب ثلاثة عناصر من حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد والمدعومة من طهران، بجروح طفيفة، الأربعاء، جراء إلقاء الجيش الإسرائيلي قنبلة صوتية، وفق ما أفاد مصدر لبناني لوكالة فرانس برس حينها.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "عدداً من المشتبه بهم اقتربوا من السياج الأمني الشمالي وحاولوا تخريبه في المنطقة"، مشيراً إلى أن قواته "رصدت المشتبه بهم واستخدمت وسائل لإبعادهم".
وجاء حادث الأربعاء بعد أقل من أسبوع على إطلاق الجيش الإسرائيلي قذائف عدة باتجاه الأراضي اللبنانية، رداً على صاروخ مضاد للدبابات قال إنه أطلق من لبنان وانفجر في بلدة الغجر، التي يطالب لبنان باستعادة الجزء الشمالي منها.
وأنهت إسرائيل، خلال الأسابيع الماضية، بناء سياج حول بلدة الغجر؛ ما اعتبرته السلطات اللبنانية "محاولة لضمها من قبل الاحتلال الإسرائيلي".
ويطالب لبنان باستعادة الجزء الشمالي من الغجر وباستعادة مناطق حدودية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وقبل أسابيع، نصب حزب الله خيمتين في مزارع شبعا، إحداهما على الجانب المحتل من إسرائيل. كما أعلن في 26 حزيران/يونيو إسقاط مسيّرة إسرائيلية بعد اختراقها الحدود الجنوبية.
ويعدّ حزب الله لاعباً رئيساً على الساحة السياسية في لبنان، ويمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة طالما حذرت إسرائيل منها.