دفع التوتر الأخير بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين، إلى أن يقطع مشاركته في قمة الناتو إلى جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ليتوجه إلى تل أبيب للقاء المسؤولين الإسرائيليين لتخفيف حدة الاحتقان بين الجانبين.
والتقى هوكشتاين رئيسَ الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بحضور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي؛ لبحث عدد من المواضيع، على رأسها إمكانية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
"عربي بوست" تواصل مع مصادر خاصة؛ لمعرفة ما الذي جرى في زيارة هوكشتاين لإسرائيل؟
تفاصيل زيارة هوكشتاين لإسرائيل
أعلنت القناة "12" الإسرائيلية وصول المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون أمن الطاقة، هاموس هوكشتاين، إلى تل أبيب، في زيارة صُنفت على أنها "سرية"، وعلى جدول أعمالها جهود الوساطة الأمريكية لتهدئة الوضع بين حزب الله وإسرائيل.
والتقى هوكشتاين رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وكان على طاولة النقاش ملف الحدود البرية مع لبنان، والتطبيع الإسرائيلي مع السعودية.
وحسب المعلومات المتوافرة، فإن آموس هوكشتاين يجري محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين؛ في محاولة لإيجاد حل للتوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية حول الخيمة التي نصبها حزب الله في مزارع شبعا.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية رفيعة لـ"عربي بوست"، إن "المبعوث الأمريكي نقل إلى المسؤولين الإسرائيليين رسالة من بيروت؛ لكون قضية قرية الغجر التي فجرت التوتر بين حزب الله وإسرائيل جنوب لبنان خارج النقاش".
وأضافت المصادر نفسها، أن "الطرف اللبناني اعتبر أن الخيمتين اللتين نصبهما حزب الله باتتا مرتبطتين بالنقاط الـ16 المتنازع عليها ومن ضمنها نقطة B1، وذلك رداً على اقتراح إزالة الخيمتين مقابل تراجع إسرائيل عن ضمّ قرية الغجر".
ومن بين مطالب الطرف اللبناني، حسب المصادر نفسها، إزالة السياج والأسلاك الشائكة التي ثبّتها لتطويق البلدة وضمّها، أو تسليم الخيمتين إلى الجيش اللبناني، مقابل تراجع الجانب الإسرائيلي عن ضمّ الجزء الشمالي من بلدة الغجر، وتسليمه إلى قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل".
وأكد هوكشتاين، حسب مصادر "عربي بوست"، على المسؤولين الإسرائيليين أن أمريكا ترى في التوتر الحاصل بين حزب الله وإسرائيل جنوب لبنان فرصة لإنجاز الترسيم البري الذي تستعجله منذ انتهاء الترسيم البحري.
وأضاف المبعوث الأمريكي أن مهمته مرتبطة بتهدئة التوتر على الحدود الجنوبية، وانطلاقاً من موقعه يسعى لاحتواء التوتر لئلا يؤثر على التحضيرات الجارية لإطلاق عملية التنقيب في البلوك البحري رقم 9 التابع للبنان في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
قال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، لـ"عربي بوست"، إنه "سمع من دول عربية وغربية أن إسرائيل مستعدة للدخول في محادثات حول الترسيم البري رغم اعتراضها سابقاً، وحصر النقاش بالنقاط المتنازع عليها".
وأضاف المتحدث أن "لبنان لم يعترض، إلا أنه يعتبر أن النزاع البري يشمل مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، وبالتالي فإن عدم حسم هذه النقاط لا يعني حسم النزاع، ولن تكون هناك مقايضة، مع تأكيد أن الترسيم البري حتى اللحظة لا يعني إزالة الخيمتين".
ويشير بوحبيب إلى أن قيادة الجيش اللبناني باشرت تحضير ملفات الحدود البرية القديم منها والجديد، مع التدقيق فيها؛ كي تكون حاضرة عندما يأتي الوقت المناسب لانطلاق ورشة إعادة الترسيم البري.
وقال الوزير اللبناني في تصريحه، إن "خرائط الحدود بين لبنان وإسرائيل جاهزة، لكن قيادة الجيش اللبناني تتحوط بالاستعداد لعرضها والدفاع عنها هندسياً، ووفق اتفاق الهدنة والخط الأزرق".
بالمقابل، أكد الوزير أن سفيرة أمريكا لدى لبنان دوروثي شيا، تقود سلسلة اتصالات مع مسؤولين حكوميين وأمنيين لتثبيت اتفاق الترسيم البحري، وإطلاق ورشة الترسيم البري الذي سيشمل لبنان وسوريا مستقبلاً، كما أنها تحضر لزيارة عمل سيجريها المبعوث هوكشتاين لبيروت خلال أسابيع قليلة.
بموجب إرشادات موقع “عربي بوست”، نستخدم المصادر المجهولة فقط للمعلومات التي نعتقد أنها تستحق النشر والتي تأكدنا من مصداقيتها، لكننا غير قادرين على الحصول عليها بأية طريقة أخرى.
نحن ندرك أن العديد من القراء يشككون في مصداقية ودوافع المصادر التي لم يتم الكشف عن أسمائها، لكن لدينا قواعد وإجراءات لمعالجة هذه المخاوف، منها أنه يجب أن يعرف محرر واحد على الأقل هوية المصدر، ويجب أخذ موافقة مسؤول القسم قبل استخدام المصادر المجهولة في أية قصة. نحن نتفهم حذر القراء، لكن يجب تفهم أن المصادر غالباً تخشى على وظائفها أو علاقاتها التجارية، وسلامتها.”