رفضت بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وبريطانيا، إدانة حرق نسخ من المصحف الشريف خلال اجتماع بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فيما حذرت الأخيرة من انتشار خطاب الكراهية بشتى أنواعه، على خلفية قضية حرق المصحف، معتبرةً أن هذه الممارسات هدفها إثارة الغضب والخلافات.
جاء رفض الدول لإدانة حرق الصحف خلال جلسة خاصة طارئة، أقيمت بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي، في إطار فعاليات الدورة الثالثة والخمسين العادية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023.
ناقش المجلس المكون من 47 عضواً، مشروع القرار الذي طرحته منظمة التعاون الإسلامي، بشأن حملات الإساءة والاعتداء التي استهدف القرآن الكريم مؤخراً بأوروبا، ودعا مشروع القرار إلى إدانة الاعتداءات التي طالت القرآن ووصفت بالكراهية الدينية.
أحالت بلجيكا، باسم الاتحاد الأوروبي، المشروع إلى التصويت في المجلس، وصرح ممثلو بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا بأنهم سيصوتون ضد مشروع القرار الخاص بإدانة عمليات حرق المصحف.
بعد تمديد خطابات بعض الدول قرر المجلس الاجتماع مرة أخرى والتصويت على مشروع قانون الإدانة المطروح من قبل منظمة التعاون الإسلامي.
في السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة من انتشار خطاب الكراهية، على خلفية حادثة حرق المصحف في السويد، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن هذه الممارسات "يبدو أن هدفها التعبير عن الازدراء وإثارة الغضب وإثارة الخلافات بين الناس والاستفزاز"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف تورك أن تدمير مواقع دينية، وحرق نصوص مقدسة "استُخدم لقرون لإهانة الناس واستفزازهم"، وقال إنه "بالنسبة إلي من الواضح أن الخطب والأفعال التحريضية ضد المسلمين، ومعاداة السامية، والأفعال والخطب التي تستهدف المسيحيين، أو الأقليات (…) هي مظاهر ازدراء".
كذلك أشار المسؤول الأممي إلى أن "خطاب الكراهية بشتى أنواعه آخذ في الازدياد في كل مكان" في العالم، وتدفعه قوى المد والجزر لوسائل التواصل الاجتماعي، وفي سياق خلاف واستقطاب متناميين دولياً ومحلياً".
أضاف تورك أن القانون الدولي ينص أن على الدول "حظر أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية الدينية"، لكنه شدد على أن "أي قيد محلي على الحق السائد في حرية الرأي والتعبير يجب أن يتم وضعه بطريقة تجعل هدفه ونتيجته الوحيدة حماية الأفراد".
كانت السويد قد شهدت يوم 28 يونيو/حزيران 2023، إحراق اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا صفحات من نسخة من المصحف، أمام أكبر مسجد في ستوكهولم، وتزامن ذلك مع أول يوم في عيد الأضحى.
الشرطة السويدية كانت قد سمحت بالتجمع الذي أُحرق خلاله المصحف، لكنها فتحت لاحقاً تحقيقاً بتهمة "التحريض على مجموعة عرقية"، لأن الحرق حصل أمام مسجد.
أثار هذا الحادث ردود فعل منددة في العالم الإسلامي، واستدعت دول عربية من بينها العراق والكويت والإمارات العربية المتحدة والمغرب سفراء السويد؛ احتجاجاً على السماح بحرق القرآن.