تُحْيي البوسنة والهرسك، الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، الذكرى 28 لمجزرة سربرنيتسا، ويستعد البوسنيون لدفن رفات 30 شخصاً من ذويهم، الذين جرى التعرف عليهم خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها القوات الصربية، فيما قال الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بتكرار مأساة المجزرة.
أُحضر رفات الضحايا، الذين سيجري دفنهم في الذكرى 28 للإبادة الجماعية، التي قُتل فيها ما لا يقل عن 8372 مدنياً بوسنياً، إلى المقبرة حملاً على الأكتاف، من مصنع البطاريات القديم المستخدم قاعدةً لجنود الأمم المتحدة في الحرب.
ستُقام صلاة الجنازة بعد الظهر على 30 ضحية جرى التعرف عليهم، وقُتلوا في أكبر مأساة إنسانية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ومرَّت لحظات عاطفية عندما جرى نقل التوابيت إلى المقبرة، إذ كان عديد من أقارب الضحايا وشهود المجزرة يدْعون، ولم يتمكنوا من كبح دموعهم.
كان من بين الضحايا الـ30 الذين جرى التعرف عليهم، إلفير سالسينوفيتش الذي قُتل عندما كان عمره 15 عاماً، فيما كان نزير مومينوفيتش من أكبر الضحايا سناً وقُتل عن عمر يناهز 65 عاماً.
في سياق متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بتكرار المأساة التي حصلت نتيجة مجزرة سربرنيتسا في البوسنة والهرسك.
أضاف أردوغان في رسالة مصورة: "تركيا اليوم باقتصادها ودبلوماسيتها وقدراتها أقوى بكثير مما كانت عليه قبل 28 عاماً، ولن نسمح بتكرار مأساة مجزرة سربرنيتسا".
الرئيس التركي تابع في رسالته: "في يوم الحداد هذا، أتقدم مرة أخرى بأحرّ التعازي لأسر شهدائنا المكلومة ولجميع الإخوة والأخوات البوسنيين، لن ننسى الحكمة والحقيقة التي نطق بها الراحل علي عزت بيغوفيتش الذي قال: افعلوا ما بدا لكم ولكن لا تنسوا الإبادة، لأن الإبادة المنسية تتكرر. ونحن لم لن ننسى مجزرة سربرنيتسا".
لفت أردوغان إلى أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، لا يزال هناك من ينكرون الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك ولا يبدون الندم على جرائم الحرب التي ارتكبوها. أدين عديمي الضمير والتصريحات المؤسفة التي صدرت عنهم".
كانت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش قد دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قِبل الأمم المتحدة.
ارتكبت القوات الصربية خلال أيامٍ مجزرةً راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاماً، بعدما سلّمت القوات الهولندية العاملة هناك عشرات آلاف البوسنيين إلى القوات الصربية.
كانت الحكومات الهولندية السابقة قد أصرّت على أن مسؤولية ما وقع في مجزرة سربرنيتسا تقع على عاتق الأمم المتحدة، بسبب فشلها في توفير الدعم الجوي، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الأحد 19 يونيو/حزيران 2022.
على مدى أيام أُعدم الرجال ودفنوا في مقابر جماعية من قبل قوات ملاديتش. ونفت صربيا دائماً أن تكون عمليات القتل جزءاً من حملة إبادة جماعية، لكنها تقرّ بأن مجزرة سربرنيتسا كانت جريمة.
وتُقام سنوياً في 11 يوليو/تموز في جمهورية البوسنة والهرسك مراسم دفن رفات ضحايا مذبحة سربرنيتسا في مقبرة بوتوتشاري، ممن عثر على رفاته في أعمال البحث عن ضحايا المقابر الجماعية.