نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، السبت 8 يوليو/تموز 2023، تقريراً فندت فيه أرقام البنتاغون حول دقة القنابل العنقودية المرسلة لأوكرانيا، مؤكداً أن واشنطن تخطط لإرسال نماذج قديمة من القنابل التي لا تنفجر فورياً بنسبة 14%، فيما يرفض البنتاغون وصف نسبة الفشل المرتفعة بـ"غير المقبولة"، الذي حدده عند 2.35%.
وبحسب الصحيفة، فإن "نسبة الفشل" تعني أنّ بعض القنابل التي تضمّها الحاوية العنقودية الواحدة، والتي تنتشر على رقعة بحجم ملعب كرة قدم لدى إطلاقها، لن تنفجر في لحظة الاصطدام، وستصبح بمثابة ألغام قابلة للانفجار في كلّ من يتعثّر عندها. وكلما ارتفعت نسبة الفشل يزيد عدد القنابل العنقودية غير المنفجرة في كلّ عملية إطلاق.
نسب الفشل
جاء إعلان البيت الأبيض، الجمعة، عن هذه الخطوة، التي ظلّت قيد الدراسة لفترة طويلة، بعد تأكيدات بأن هذا النوع من القنابل "جرى تحديثه" لتقليل المخاطر على المدنيين، وأن نسبة الفشل تناهز 2.35% أو أقل، وهي أعلى بكثير من المعدل المعهود لمثل هذا النوع من القنابل.
لكن بخلاف إعلان البيت الأبيض، كما تلاحظ "نيويورك تايمز"، فإنّ بيان البنتاغون أشار إلى أنّ القذائف المعدّة للإرسال تتضمّن قنابل يدوية بمعدل فشل يناهز 14%.
وقال مسؤولو البنتاغون إن القذائف التي سيتمتع بها الجيش الأوكراني هي نسخة محدثة من النوع المستخدم في حرب الخليج عام 1991، إلا أن ذلك، بحسب الصحيفة، لا يمثّل كل الحقيقة؛ فالتحديث المدخل على تلك القنابل يؤهلها للطيران مسافة أبعد من تلك القديمة، التي يبلغ مداها نحو 32 كيلومتراً، لكنها تحوي القنابل اليدوية ذاتها، بنسبة الفشل ذاتها، التي سبق وصرّح البنتاغون بأنها "عالية بشكل غير مقبول".
اختبارات "ظلت سرية"
والجمعة، قال وكيل وزارة الدفاع، كولين إتش كال، في إفادة صحفية إن القذائف المرسلة إلى أوكرانيا قد اختبرت خمس مرات بين عامي 1998 و2020. لكن تلك الاختبارات، وفق كلامه، "ظلت سرية"، مكتفياً بالقول إنّ "لدينا ثقة كبيرة في النتائج".
لكن توقيت تلك الاختبارات، وفق تعقّب الصحيفة، يوافق توفّر قذائف من نوع "إم 864" في يد الجيش الأمريكي، وهي التي أوقف إنتاجها منذ عام 1996. إضافة إلى ذلك، يؤكد مسؤول عسكري للصحيفة أنّ آخر القذائف العنقودية المطلقة خلال اختبار بالذخيرة الحية كانت "إم 864″، وكان هذا في عام 2020.
بالإضافة إلى تلك المؤشرات، ثمة دلائل ظرفية أخرى تشير إلى عدم دقة الأرقام المعلنة يوم الجمعة، حيث إن اختبار القذائف العنقودية من هذا الصنف في صفوف الجيش الأمريكي يجري عادة في منطقة مسطحة نسبياً من التربة، في ولاية أريزونا الصحراوية، المتوعرة والخالية من الغطاء النباتي، وهذا مكان مثالي لانفجار القنابل اليدوية عند الاصطدام.
معدلات التفجير
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حالة الحرب، وعندما لا يملك الجنود رفاهية اختيار الظروف والتضاريس، يتم إطلاق هذه القذائف في مجموعة متنوعة من الأماكن، بمعدلات تفجير قد تصل إلى 10%، خاصة عندما تسقط في الماء أو الرمل أو الطين أو الأرض الرطبة، كالحقول المحروثة.
تطابقًا مع ذلك، يقول الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي، والمختص في تفكيك المتفجرات، أل فوسبرغ، إنّ الصمامات الموجودة على القنابل اليدوية مصممة لتنفجر في المركبات المدرعة والمخابئ، وغالباً ما تتعطل القنابل اليدوية خفيفة الوزن في أغصان الأشجار أو الشجيرات وتفشل في الانفجار أيضاً، لافتاً إلى أن عملية تطهير المنطقة بعد استخدام هذه المقذوفات ستستغرق وقتاً طويلاً، لأنه من غير الممكن التعامل معها باليد المجردة.
وكانت كييف قدمت لواشنطن ضمانات مكتوبة لتقليل المخاطر على المدنيين، عند استخدام هذا النوع من الذخيرة.