عند تغيير الأسنان اللبنية لأول مرة لدى الأطفال الصغار، تبدأ الأسنان الجديدة في الظهور، وقد يتفاجأ الأهل بكونها مموجة بشكل مفرط وغير مستوية.
صحيح أن هذا المشهد طبيعي تماماً في الأعمار المبكرة، وعادة ما تأخذ الأسنان شكلها المستقيم مع مرور الوقت خلال مراحل النضج، لكن في بعض الحالات قد تظل الأسنان المشرشرة دون تغيير حتى بعد تجاوز مراحل الطفولة.
فما أسباب هذه الظاهرة التي قد تسبب حرجاً للمصاب ومشكلة في الثقة بشكله عند الحديث أو الابتسام أمام الآخرين، وما خيارات علاج الأسنان المموجة التي قد يوفرها لك طبيب الأسنان؟
بداية تكوين الأسنان المشرشرة ذات التموجات
عادةً ما يبدأ الآباء والأمهات في رؤية أول أسنان دائمة لأطفالهم في سن السابعة تقريباً، مع ظهور معظم الأسنان- بخلاف أضراس العقل- قبل سن 12 عاماً تقريباً.
ومع ذلك سيلاحظون على الأرجح أن هذه الأسنان المشرشرة تبدو مختلفة تماماً عن الأسنان الأمامية المعتادة لديهم ولدى معظم البالغين.
إذ على وجه التحديد، غالباً ما ستظهر لدى الصغار أكبر بشكل غير متناسب، ولديها نتوءات مموجة شبيهة بالمطبات في الأطراف.
تحدث هذه الأمواج في الأسنان الدائمة أو أسنان البالغين، وتصبح أكثر وضوحاً مع بلوغ 10 سنوات، ثم عادةً ما تختفي عند بلوغ سن 25 عاماً تقريباً.
عدم زوال التموجات عند مشكلة "العضة المفتوحة"
يعتقد أطباء الأسنان أن هذه الأشكال الخشنة والمموجة في أطراف الأسنان تتآكل بمرور الوقت مع الاستخدام، فجهود الإنسان اليومية عند تناول الطعام والاستخدام الشامل للأسنان تجعل الأسنان المشرشرة أقل وضوحاً مع التقدم في العمر، فتصبح ملساء وحادة.
ومع ذلك، قد يعاني بعض الناس من استمرار تلك التموجات لفترة أطول، وحتى على مدى حياتهم، ويحدث هذا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلة "العضة المفتوحة"، والتي لا ينطبق فيها الفك العلوي مع السفلي بشكل كامل أثناء القضم أو المضغ، وبالتالي لا تتداخل أسنانهم الأمامية العلوية والسفلية مع بعضها البعض بشكل متكرر أو كافٍ لكي تقوم بتمليس الشرشرة.
وهذا يجعل من الصعب على الأسنان أن تحتك ببعضها البعض أو تقضم الطعام بشكل فعال، لذلك لا تتآكل تلك التموجات كما هو معتاد.
خيارات إصلاح الأسنان المشرشرة لدى البالغين
تعتمد كيفية إصلاح الأسنان المموجة على اقتراح طبيب الأسنان الخاص بك، لكن الخبر السار هو أن هناك مجموعة متنوعة من الخيارات، والتي تعتمد بالطبع على أسباب المشكلة في المقام الأول.
1- تشكيل مينا الأسنان وصنفرة الأطراف
يتضمن العلاج الأول لخط الأسنان المتعرج تشكيل مينا الأسنان الموجودة لدى طبيب الأسنان التجميلي للحصول على مظهر أكثر تناسقاً.
ويُعد تحديد وتنعيم الأسنان غير المنتظمة هو إجراء بسيط، يتضمن صنفرة جزء صغير من مينا الأسنان بلطف لتسويتها، وهو تطبيق سهل ولا يتطلب في العادة تخديراً.
أما في حالات العضة المفتوحة وتبعاتها على صحة وسلامة الفك، وقدرة الشخص المصاب على استخدامه بصورة طبيعية، فقد يقترح طبيب الأسنان المعالج خيارات تصحيح مثل تقويم الأسنان، وتقنيات منع دفع اللسان باتجاه الأسنان، لعدم تدهور الوضع مجدداً مع الوقت.
2- إعادة تشكيل التموجات في الأسنان المصابة
إذا كان سبب الأسنان المشرشرة والمموجة هو الإصابات كالكسور وتدهور أطراف الأسنان بسبب الضعف أو سوء الاستخدام، فقد يقترح طبيب الأسنان الربط، أو ما يُعرف باسم (Teeth Bonding).
ويتضمن هذا الإجراء إضافة كمية صغيرة من راتنج الأسنان إلى الأسنان المصابة بالكسور، وذلك لاستبدال الجزء المفقود بشكل تجميلي.
بالطبع سوف يتطابق الراتنج، أو معجون تشكيل سن صناعية، مع لون الأسنان الأصلية، لذا سيكون غير ملحوظ.
وتُعد تلك التقنية أيضاً واحدةً من أسهل إجراءات تجميل الأسنان وأقلها تكلفة، ولكنها عادة لا تكون قوية ومستدامة مثل الأسنان الطبيعية، لذا يُعد تعديل روتين العناية بالفم والأسنان عنصراً ضرورياً لنجاح هذا الخيار العلاجي واستمراره على المدى الطويل.
3- خيار القشرة السنية التجميلية "فينيير"
أما بالنسبة للخيار الثالث فهو القشرة السنية التجميلية، والمعروفة أيضاً باسم "فينيير" أو (Dental Veneer). حيث تأتي هذه الأصداف الرقيقة التي تلائم السن بالكامل، وتُلصق جيداً فوق خط اللثة.
ولقشرات الأسنان التجميلية نوعان: الأول تقليدي وأقل تطلباً لتدخل جراحي، ويتضمن تركيب قشور البورسلين بلون السن الطبيعية إزالة بعض مينا الأسنان، وهو إجراء لا رجوع فيه.
وفي تلك الحالة لن تحتاج السن إلى الصنفرة أو التصغير، لأن المركب الموضوع فوق السن رقيق جداً.
بالطبع هناك إيجابيات وسلبيات لكل خيار من هذه الخيارات، لذا فإن إجراء محادثة مع طبيب الأسنان الخاص بك حولها أمر أساسي، قبل اتخاذ القرار من أجل تصحيح مشكلة الأسنان المشرشرة والمموجة.
4- استبدال الأسنان المموجة بالكامل
وختاماً، من الضروري معرفة أنه في بعض الحالات الخاصة، قد يكون الضرر الذي لحق بالأسنان شديداً جداً، ولا يمكن إصلاحه بالخيارات السالف ذكرها.
في تلك الحالة سيكون أفضل علاج هو خلع السن، أو الأسنان التي تعاني من المشكلة، واستبدالها بزراعة أسنان أو طقم أسنان جزئي أو جسر، ويُعد هذا الإجراء أكثر الخيارات صعوبة وإيلاماً واستهلاكاً للوقت.
فقد يحتاج المريض إلى أكثر من زيارة واحدة لطبيب الأسنان، ويمكن أن يستغرق استبدال الأسنان المشرشرة بأطراف صناعية ذات مظهر طبيعي عدة أشهر، ولكن الأمر يستحق، للحصول على ابتسامة مليئة بالثقة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.