قالت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 7 يوليو/تموز 2023، إن السلطات الفرنسية حظرت مسيرة سنوية لإحياء ذكرى أداما تراوري، رجل أسود يبلغ من العمر 24 عاماً توفي بحجز الشرطة في عام 2016، مما أثار غضباً وطعناً أمام المحكمة من قبل المحامين.
لا تزال الحكومة تعاني من ست ليالٍ من الاضطرابات بعد مقتل نائل، البالغ من العمر 17 عاماً ومن أصل جزائري، برصاص الشرطة أثناء توقف مروره في نانتير خارج باريس. واشتعل أكثر من 23 ألف حريق، حيث اشتبك شبان مع الشرطة وألقوا الألعاب النارية على الضباط، وأضرمت النيران في 12 ألف سيارة، وتضرر أكثر من ألفي مبنى عام، ونُهبت المتاجر والمتاجر الكبرى.
فرنسا تحظر مسيرة لإحياء ذكرى وفاة رجل أسود
حظر محافظ مقاطعة فال دواز مسيرة، يوم السبت، لإحياء ذكرى تراوري، الذي تزعم عائلته أن الضباط أوقعوه على الأرض وتوفي اختناقاً. أشار مكتب المحافظ إلى وجود مشاكل محتملة بالنظام العام في بلدتي بيرسان وبومون سور أويس، اللتين شهدتا اضطرابات بعد وفاة نائل، بما في ذلك حريق متعمد بقاعة مدينة بيرسان. وقال مكتب المحافظ إن هناك مخاطرة بظهور "عناصر تخريبية".
لكن أعضاء حملة العدالة في تراوري، التي دعمت والدة نائل، قالوا إنّ حظر مسيرة السبت قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بشأن وحشية الشرطة المزعومة والعنصرية إذا تم منع مظاهرة سلمية من أجل العدالة. قالوا إن المسيرة جرت بسلام كل عام لمدة سبع سنوات.
مقتل رجل أسود بات قضية عدالة في فرنسا
قالت اللجنة المنظمة إن مسيرة أداما تراوري كانت "إحياء ذكرى ثمينة وضرورية لعائلاتنا ولكل أولئك الذين يدافعون عن المساواة ويريدون وضع حد لإفلات الشرطة من العقاب".
أصبحت قضية تراوري وحملة العدالة التي قادتها شقيقته أسا تراوري رمزية بفرنسا. في السنوات الأخيرة، تمت الإشارة إليه أحياناً باسم "جورج فلويد الفرنسي"، مقارنةً بالقضية الأمريكية لعام 2020 لرجل أسود غير مسلح مات اختناقاً بعد أن ركع ضابط أبيض على رقبته. لم تكن هناك اتهامات في قضية تراوري، التي تريد الأسرة تقديمها إلى المحكمة.
في سياق متصل دعمت عدة مجموعات يسارية، من النقابات العمالية إلى حزب اليسار المتشدد، La France Insoumise جان لوك ميلينشون، مسيرة تراوري وكان من المقرر أن يحضرها.
وقالت كليمنتين أوتين، النائب عن صحيفة La France Insoumise، إن الحظر كان قراراً سياسياً. وقالت: "إنه أمر غير مسؤول من الحكومة أن تحظر هذه الأشكال الديمقراطية والسلمية للتعبير".
هدوء الاضطرابات في فرنسا
في حين تعتقد الحكومة أن ليالي الاضطرابات هدأت جزئياً، بسبب نهج قانوني صارم، بموجبه حكم على مئات الشباب بأقسى أحكام بالسجن ممكنة بعد أن تم تعجيل قضاياهم أمام القضاء. وطالب وزير العدل بردٍّ قضائي "قوي وحازم ومنهجي".
من بين أكثر من 3500 شخص تم القبض عليهم، 60% ليس لديهم سجل جنائي سابق وثلثهم تحت سن 18 عاماً، أكثر من 380 شخصاً حُكم عليهم بالسجن في اليومين الأولين من القضايا السريعة التتبع.
في حين سُجن شاب يبلغ من العمر 18 عاماً، بإحدى ضواحي باريس، وكان قد ترك المدرسة الثانوية ولديه بالفعل رقم قياسي في السرقة، على الفور لمدة عام واحد؛ لالتقاط تسعة قمصان ذات قلنسوة من متجر رياضي تم تخريبه ثم نهبه.