قالت صحيفة Haaretz في تقرير نشرته الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023، إن الجيش الإسرائيلي يحقق فيما إذا كان مصرع أحد جنوده خلال اللحظات الأخيرة لعملية جنين قد جاء نتيجة النيران الصديقة. وتشير النتائج الأولية إلى أن السبب كان أحد زملائه في وحدة إيغوز (النواة).
فعقب التوغل الذي استمر يومين بمخيم جنين للاجئين، بدأ الجنود في الانسحاب من المنطقة مساء الثلاثاء 4 يوليو/تموز. وفي يوم الأربعاء 5 يوليو/تموز، أعلن جيش الدفاع عن مصرع الرقيب أول دافيد ياهودا يتسحاق (23 عاماً)، من مستوطنة بيت إيل، بالنيران الحية.
تحقيق إسرائيلي بخصوص مقتل جندي في جنين
كشف التحقيق الأولي في الواقعة عن عمل كتيبتين من وحدة إيغوز داخل المنطقة في آنٍ واحد، وذلك إبان إعلان الجيش الإسرائيلي عن سحب قواته.
إذ بدأت واحدة من الكتيبتين في التقدم صوب مركباتها، بينما ظلت الأخرى -التي يقاتل يتسحاق ضمن صفوفها- داخل البنايات لتأمين الانسحاب. لكن الكتيبة المتقدمة صوب المركبات رصدت ماسورة بندقية في واحدة من البنايات، فظنوا أنه أحد المسلحين الفلسطينيين وبدأوا في إطلاق النار عليه. ونُقِلَ يتسحاق إلى المستشفى حيث أُعلِنت وفاته هناك.
وقبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم، تبادلت القوات إطلاق النار مع مسلحين داخل مستشفى في جنين. وفي الوقت ذاته، هاجمت القوات الجوية مسلحين فلسطينيين في مقبرة على مشارف المدينة، لتقتل واحداً منهم وترفع حصيلة القتلى إلى 12 شخصاً.
تهديد طال الجنود الإسرائيليين في جنين
فيما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن المسلحين "شكّلوا تهديداً" على القوات أثناء انسحابها من مخيم اللاجئين. كما قال إن استخدامهم للمقبرة يُعَدُّ "دليلاً آخر على استغلال الإرهابيين للمواقع المدنية".
وبعد ساعات من بدء انسحاب القوات الإسرائيلية من جنين، انطلقت خمسة صواريخ من غزة لضرب مستوطنات جنوب إسرائيل، ومن ضمنها مدينة سديروت. وردَّت إسرائيل باستهداف ما قالت إنها منشأة حمساوية تحت الأرض لتصنيع الأسلحة، ومنشأة أخرى لتصنيع الصواريخ.
وقالت وحدة المتحدثين الرسميين في الجيش الإسرائيلي خلال بيانٍ لها: "أعاقت هذه الضربة جهود التقوية والتسلح الخاصة بمنظمة حماس الإرهابية لدرجةٍ كبيرة".
بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن عملية الجيش الإسرائيلي في جنين ليست مجرد حدثٍ منفرد. وخلال زيارةٍ لحاجز سالم قرب المدينة الواقعة في الضفة الغربية، قال نتنياهو: "سنستمر طالما تقتضي الضرورة ذلك حتى نجتث جذور الإرهاب، ولن نسمح لجنين بأن تصبح ملاذاً للإرهاب".
في يوم الثلاثاء أيضاً، جُرِحَ ثمانية أشخاص في هجوم دهسٍ وطعن شمال تل أبيب. وكان منفذ العملية البالغ 20 عاماً، فلسطينياً من الضفة الغربية ودخل إسرائيل دون تصريح، وقد قُتِلَ بنيران مدني في موقع الحادث.