تعرّض العشرات من المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى عمليات طرد من مدينة صفاقس التونسية، والتي شهدت الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، ليلة أخرى من العنف، إثر وفاة أحد السكان في صدامات مع مهاجرين غير قانونيين، وفقاً لشهادات وصور تم بثها على الإنترنت.
وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد تجمّع مئات السكان في عدة أحياء في هذه المدينة الساحلية، الواقعة في وسط شرق تونس، في الشوارع طوال الليل، مطالبين بمغادرة جميع المهاجرين غير القانونيين على الفور. بينما حمّل الرئيس التونسي قيس سعيّد "شبكات إجرامية" مسؤولية إغراق تونس بالمهاجرين.
بينما قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الأربعاء، إن قوات الأمن التونسية طردت مئات الأفارقة السود من مدينة صفاقس إلى المنطقة الحدودية مع ليبيا، حسب ما نقلته عن منظمات حقوقية.
كما أضاف الموقع أن الشرطة داهمت منازل المهاجرين في صفاقس، وأسفرت المداهمات عن اعتقال 48 شخصاً، وإجلاء 20 شخصاً من قبل الجيش إلى المنطقة الحدودية، وكان من بينهم 6 نساء، اثنتان منهن حاملان، وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً.
بينما أثار مقتل أحد سكان المدينة سيلاً من ردود الفعل العنصرية، المطالبة بطرد المهاجرين غير القانونيين من صفاقس، وهي أهم نقطة عبور للمهاجرين غير القانونيين عبر البحر في اتجاه السواحل الإيطالية.
تجدّد الصدامات في صفاقس
حيث أغلق البعض الشوارع وأضرموا النار في إطارات مطاطية، للتعبير عن غضبهم بعد مقتل مواطن يبلغ من العمر 41 عاماً طعناً، في صدامات ليل الإثنين مع مهاجرين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء.
أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر شرطة وهم يطردون عشرات المهاجرين من منازلهم، وسط هتافات سكان المدينة، قبل تجميعهم في سيارات الشرطة. وأظهرت مقاطع أخرى مهاجرين على الأرض وأيديهم على رؤوسهم ومحاطين بعدد من السكان، في انتظار وصول الشرطة لتسليمهم.
بينما كتب الموظف بقسم الإسعاف بمستشفى صفاقس، لزهر ناجي، على صفحة "سيب التروتوار (أخلِ الرصيف)" على موقع فيسبوك "ليلة دامية تقشعر لها الأبدان… كبار وصغار ونساء… منهم من سقط من سطوح المنازل ومنهم من ضُرب بالسيوف… ليلة دامية ومنعدمة الإنسانية".
فيما قال الناطق الرسمي باسم منظمة "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، رمضان بن عمر، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الشرطة نقلت العديد من المهاجرين إلى مبنى "معرض صفاقس" في انتظار نقلهم إلى مكان آخر.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد نُقل مهاجرون آخرون إلى منطقة قريبة من الحدود الليبية، بحسب بن عمر، الذي لم يتمكن من تحديد العدد الإجمالي للمهاجرين المطرودين من صفاقس.
سعيّد يتهم "شبكات إجرامية"
من جهته، اتَّهم الرئيس التونسي قيس سعيّد ما سمَّاه شبكات إجرامية، بالمسؤولية عن عمليات الهجرة غير النظامية إلى مدينة صفاقس، وفق ما صرَّح به خلال لقاء عقده سعيد في مقر الوزارة بالعاصمة تونس، الثلاثاء.
وذكرت الرئاسة أن اللقاء جاء لتناول الوضع إثر العملية الإجرامية التي وقعت الإثنين في صفاقس.
قال سعيد إن تونس دولة لا تقبل بأن يقيم أحد على أرضها إلا وفق قوانينها، كما لا تقبل بأن تكون منطقة عبور أو أرضاً لتوطين الوافدين عليها من عدد من الدول الإفريقية، ولا تقبل كذلك أن تكون حارسة إلا لحدودها.
كما أضاف: "هناك شبكات إجرامية، على الدولة التونسية تفكيكها، وهناك قرائن عديدة دالّة كلها على أن هذا الوضع غير طبيعي".
تابع سعيّد: "كيف يقطع هؤلاء الوافدون على تونس آلاف الكيلومترات ويتجهون إلى مدينة بعينها (صفاقس) أو إلى حيّ بعينه؟ فهل يعرفون هذه المدن أو الأحياء وهم في بلدانهم؟ وهل هؤلاء مهاجرون أو مهجّرون من قِبل جماعات إجرامية تتاجر ببؤسهم وبأعضائهم، وتستهدف قبل هذا وذاك السلم الأهلي في تونس".