تجنبت الأمم المتحدة إدانة الهجمات الإسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، في حين اكتفى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالتعبير عن "قلقه العميق"، حسبما أفاد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق.
ورداً على سؤال حول إدانة الأمم المتحدة من عدمها للهجمات الإسرائيلية بالمسيّرات، قال حق في مؤتمر صحفي: "من غير المقبول شن هجوم مسلح على مناطق مكتظة بالسكان، لقد صرحنا بهذا عدة مرات".
تجنب إدانة الهجمات
وطالب بإيقاف الهجمات على جميع المناطق السكنية، إلا أنه تجنب إدانة الهجمات بالمسيرات رغم الأسئلة المستمرة بهذا الصدد.
وبينما أكد وجوب احترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني، قال إن "لإسرائيل الحق في تنفيذ عمليات أمنية، لكن يجب أن تفعل ذلك دون التسبب في وقوع خسائر بصفوف المدنيين أو الإضرار بالبنى التحتية المدنية".
وردًا على سؤال حول وجود حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، قال "حق": "لكل الشعوب الحق في الدفاع عن النفس، نحن نريد فقط وقف التصعيد على الأرض".
وفي إجابته عن سؤال "لماذا لا تدين الأمم المتحدة هجوم جنين بينما تدين مقتل الإسرائيليين؟"، ذكر حق أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان في بيانٍ كافة أشكال العنف.
"تصاعد التوتر"
في السياق نفسه، أوضح منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، في بيان حول الهجوم، أن التوتر المتصاعد "خطير للغاية".
وأشار إلى مقتل 8 فلسطينيين، وقال: "تأتي العملية العسكرية الإسرائيلية بعد شهور من تصاعد التوتر، وتُذكرنا مرة أخرى بمدى تقلُّب وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الجميع واجب حماية السكان المدنيين".
وشدد على ضرورة خفض التوتر بشكل عاجل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جنين.
العدوان على جنين
ومنذ فجر الإثنين، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب 80 آخرون في عدوان جديد من قبل قوات الاحتلال، التي تقول إنها تشنّ "عملية عسكرية" مستمرة في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، فيما استشهد تاسع قرب مدينة البيرة (وسط).
والإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه عملية عسكرية يستخدم فيها طائرات مروحية ومسيَّرات وقوات برية، وأن من بين أهدافها غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيراً إلى إصابة جندي واعتقال 15 فلسطينياً في العملية.
بحسب رواية الجيش، فإنَّ هدف العملية التي يشنها الاحتلال في جنين هو وقف العمليات "التي تنطلق ضد مواطنين وأهداف إسرائيلية من جنين، ولاعتقال مطلوبين بشبهة التورط في عمليات إرهابية، يختبئون في المدينة ومخيمها"، وفق قوله.
يشارك في هذه العملية عدة وحدات من جيش الاحتلال، وتساندها طائرات حربية، إضافة إلى مشاركة من جهاز الأمن العام "الشاباك".
بدورها، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بغزة في بيان لها، أن الغرفة "في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم".