تواجه مناطق أوروبا الشرقية "طوفاناً" من مهربي البشر، وذلك بعدما أطلقت المجر سراح 852 من المهربين وألزمتهم بمغادرة البلاد، عقب خلاف مع الاتحاد الأوروبي على قانون للهجرة لم يرضِ المجر، وأثارت هذه الخطوة غضب النمسا التي اضطرت إلى تعزيز إجراءاتها على الحدود.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، إن الخلاف بين المجر والاتحاد الأوروبي، نشب بعدما حاولت المجر الشهر الماضي منع قوانين تقر نظاماً جديداً لإعادة توزيع المهاجرين في دول الاتحاد الأوروبي.
كانت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي قد قضت أيضاً بأن إقدام المجر على إرسال طالبي اللجوء إلى صربيا وأوكرانيا لتقديم طلباتهم غير قانوني.
أثار إفراج المجر عن المهربين، والذي أُعلن عنه الشهر الماضي، غضباً لدى النمسا، التي طبقت ضوابط أكثر صرامة على الحدود، واستدعت السفير المجري إلى اجتماع.
هذه الإفراجات عن المهربين، تأتي في إطار قانون هدفه مساعدة المجرمين على العودة للاندماج في المجتمع المجري، وبموجب هذا القانون، يطلَق سراح السجناء وفق مجموعة من شروط الكفالة الصارمة، من ضمنها جهاز مراقبة الكاحل.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه لم يُطبَّق سوى شرط واحد على مهربي البشر، وهو مغادرة البلاد في ظرف 72 ساعة من إطلاق سراحهم، فعلى عكس المجرمين الآخرين، لن يُلزَم المهربون بارتداء جهاز مراقبة الكاحل، وجميع المهربين الأجانب مؤهلون تلقائياً لهذا في حال لم يُتهموا بأية جرائم أخرى.
يقول المحامي الجنائي في بودابست، جيورجي كيسير، الذي عمل في قضايا تهريب، إنه لا يمكن بموجب هذا القانون مراقبة المهربين بعد إطلاق سراحهم، مضيفاً: "لا يمكنهم التحقق على وجه اليقين إن كان المحتجز البولندي عاد إلى بولندا أو ألمانيا أو إلى أي مكان آخر يريد الذهاب إليه".
يوضح كيسير أنه لنقل الأشخاص إلى المجر عبر الأسوار التي أقامها رئيس الوزراء فيكتور أوربان، يستخدم المهربون السلالم والأنفاق، أو حتى يحدثون حُفراً فيها.
أضاف في هذا الصدد أن "التربة في الجنوب جافة وشبيهة بالرمال وليست مستقرة. وهذا يجعل هذه الأنفاق شديدة الخطورة، وحدث أن انهارت بعض هذه الأنفاق وأشخاص بداخلها".
حالما يتمكن المهاجر من عبور الحدود، يصطحبه سائق عادة ما يأخذه إلى النمسا، وقد مثّل كيسير كثيراً من هؤلاء السائقين، الذين يكونون عرضة لخطر الاعتقال أكثر من كبار المهربين.
يقول المحامي: "أتذكر أن أحد المحققين أخبرني أنه يمكنهم الإمساك بأكبر عدد ممكن من المهربين، وعادة ما تحصل الشرطة على السمكة الصغيرة، أي السائق الذي هو آخر قطعة في السلسلة، وغالباً لا يتمكنون من الإمساك بالمسؤولين فعلياً عن إنجاح هذه العملية".
يُعد الطريق البري من اليونان وبلغاريا إلى أوروبا الغربية، هو ثاني أكثر طرق الهجرة ازدحاماً بطالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا وألمانيا ودول أخرى، ويعبر معظمهم من صربيا إلى المجر، ثم إلى أوروبا الغربية.