قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، إن الاتحاد الأوروبي يدرس مقترحاً للبنك الزراعي الروسي لإنشاء شركة فرعية تتيح له إعادة الاتصال بالشبكة المالية العالمية كوسيلة ترضية لموسكو وضمان استمرار اتفاق تصدير الحبوب، حسب ما نقلته وكالة رويترز.
كما أوضحت الصحيفة أنه في ظل خضوع البنك لعقوبات، تستهدف هذه الخطوة حماية اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود التي تتيح لأوكرانيا تصدير الغذاء إلى الأسواق العالمية.
تأتي هذه الخطوة بعدما قالت روسيا، الأسبوع الماضي، إنها لا ترى أي سبب لتمديد اتفاق تصدير الحبوب إلى ما بعد 17 يوليو/تموز؛ لأن الغرب تصرف بطريقة "مشينة" تجاه الاتفاقية، لكنها أكدت للدول الفقيرة أن صادرات الحبوب الروسية ستستمر.
فيما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن خطة موسكو، التي طرحت في محادثات تجري بوساطة الأمم المتحدة، ستسمح للوحدة التابعة للبنك بمعالجة المدفوعات المتعلقة بصادرات الحبوب.
أضافت "فايننشيال تايمز" أنه سيُسمح للوحدة الجديدة باستخدام نظام سويفت العالمي للرسائل المالية الذي أغلق أمام أكبر البنوك الروسية بعد غزو أوكرانيا العام الماضي.
بينما روسيا وأوكرانيا من أكبر المنتجين الزراعيين في العالم، ولاعبان رئيسيان في أسواق الحبوب والبذور الزيتية. وتهيمن روسيا أيضاً على سوق الأسمدة.
تهديد روسيا بوقف اتفاق تصدير الحبوب
نهاية الأسبوع الماضي، قالت روسيا إنها لا ترى سبباً لتمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود إلى ما بعد 17 يوليو/تموز؛ لأن موقف الغرب من الاتفاق "مخزٍ"، لكنها أكدت للدول الفقيرة أنها ستواصل إمدادها بالحبوب الروسية.
حيث هددت موسكو بعدم تمديد الاتفاق إلى ما بعد 18 يوليو/تموز ما لم تُلب سلسلة من مطالبها، ومن بينها إزالة العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية. وتقول إن الوعود بالمساعدة في تصدير منتجاتها لم تتحقق.
حسب وكالة رويترز، تسمح الصفقة بتصدير المواد الغذائية والأسمدة من ثلاثة موانئ أوكرانية، وهي تشورنومورسك وأوديسا وبيفديني، وتم تمديد الاتفاق ثلاث مرات، ينتهي أمد أحدثها في 17 يوليو/تموز.
كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين: "موقف الغرب من هذه الصفقة مخزٍ"، وأشار تحديداً إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. وأضاف لافروف: "لا أرى ما بوسع من يرغبون في مواصلة مبادرة البحر الأسود تقديمه من حجج".
لافروف أوضح أنه إذا انهار اتفاق الحبوب، فستوفر روسيا الحبوب لأفقر دول العالم على نفقة موسكو. وأضاف: "إذا توقف العمل بمبادرة البحر الأسود، سنقدم شحنات حبوب بحجم مماثل أو أكبر إلى أفقر البلدان على نفقتنا الخاصة، مجاناً".
لإقناع روسيا بالموافقة على المبادرة، تم إبرام اتفاق مدته ثلاث سنوات في يوليو/تموز الماضي وافقت فيه الأمم المتحدة على مساعدة موسكو في التغلب على أية عقبات أمام شحناتها من المواد الغذائية والأسمدة.
فيما تتمثل المطالب الروسية المحددة في إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع (سويفت)، واستئناف واردات الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا، ورفع القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين.