أبدت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين 26 يونيو/حزيران 2023 اعتراضها وغضبها على قرار الحكومة الإسرائيلية التي تضم أحزاباً قومية ودينية متطرفة، الموافقة على بناء نحو 5700 وحدة سكنية إضافية لمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وحذرت واشنطن من أن هذا القرار من شأنه أن يفاقم التوترات.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قال في تصريح للصحفيين إن الولايات المتحدة "منزعجة بشدة" من هذه الخطوة، مضيفاً أن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا لإسرائيل علناً وخلف الأبواب المغلقة معارضتهم للتحركات التي من شأنها زيادة المستوطنات.
لفت ميلر إلى أن الولايات المتحدة ترى أن بناء توسيع المستوطنات يمثل عائقاً أمام حل الدولتين الذي يجري التفاوض عليه.
كان المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل قد صادق على خطط الموافقة على بناء الوحدات السكنية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وتم منح الموافقات النهائية لعدد 818 وحدة، بينما تمضي إجراءات الموافقة النهائية لباقي الوحدات عبر مراحلها المختلفة.
أشادت شخصيات قيادية من المستوطنين اليهود بالقرار، وقال شلومو نعمان رئيس بلدية جوش عتصيون ورئيس مجلس يشع: "أشكر الحكومة الإسرائيلية على التطوير المستمر للاستيطان الإسرائيلي.. هذا هو الرد الصهيوني الأمثل على من يطلبون مساعدتنا، خصوصاً في مثل هذه الأيام الصعبة".
واشنطن التي تتوتر علاقاتها أحياناً مع التحالف الحاكم بإسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذرت المسؤولين الإسرائيليين مراراً من أن التوسع الاستيطاني يشكّل عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين.
متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي نقلت عنه رويترز قوله إن "توسيع المستوطنات يقوّض الجدوى الجغرافية لحل الدولتين ويؤدي إلى تفاقم التوتر وإلى المزيد من الإضرار بالثقة بين الطرفين".
بدوره قال ميلر: "لدينا نفس القلق إزاء التقارير التي تتحدث عن تغييرات في نظام إدارة المستوطنات الإسرائيلية تسرع عملية التخطيط والموافقة على المستوطنات".
تعتبر معظم دول العالم المستوطنات التي أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية، ويمثل وجود هذه المستوطنات إحدى القضايا الأساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، وكانت قد توقفت محادثات سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين توسطت فيها الولايات المتحدة منذ عام 2014.
ومنذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني 2023، وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بناء ما يزيد على 7000 وحدة سكنية جديدة، معظمها في عمق الضفة الغربية.
من جانبها، قالت منظمة "السلام الآن" التي تراقب النشاط الاستيطاني في بيان: "تدفعنا الحكومة الاسرائيلية بوتيرة غير مسبوقة نحو الضم الكامل للضفة الغربية".
يأتي هذا فيما تصاعد العنف خلال الأسابيع القليلة الماضية في الضفة الغربية، والتي شهدت هجمات شنها عشرات من المستوطنين الإسرائيليين في بلدات وقرى فلسطينية، وهو ما لاقى تنديداً دولياً وأثار قلق البيت الأبيض.