رفض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلاً من خطاب الكراهية تجاه اللاجئين وأيديولوجية النازيين الجدد والعداء للإسلام والأجانب التي تفشت في بعض المجتمعات عقب ترسخها في دول غربية، وقال إن العقلية المتغطرسة حولت البحر المتوسط إلى "مقبرة كبيرة للاجئين".
جاء ذلك برسالة نشرها الرئيس التركي الثلاثاء 20 يونيو/حزيران 2023، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق 20 يونيو/حزيران من كل عام، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
حيث ذكر أردوغان أن الناس في أنحاء مختلفة من العالم، وخاصة البقعة الجغرافية التي تقع ضمنها تركيا، يضطرون إلى الهجرة لأسباب مثل الإرهاب والصراع والحروب الأهلية والمجاعة.
كما بين الرئيس التركي أن عدد المُهجرّين من ديارهم حول العالم اقترب من 110 ملايين بينهم 62.5 مليون نازح و35.3 مليون لاجئ إلى بلدان أخرى. وأوضح أن موقف أنقرة من الهجرة غير النظامية وقضية اللاجئين اللتين تشكلان تحدياً عالمياً "يتمثل في حماية حياة الإنسان وكرامته إلى جانب حماية أمنها (تركيا)".
فيما أكد أردوغان أن الأمة التركية التي دأبت على حماية الفارين من الظلم منذ قرون دون تمييز، أظهرت مرة أخرى نفس الموقف بمواجهة أزمات المنطقة، وخصوصاً في سوريا وأوكرانيا. وقال إن "تركيا التي تؤدي دائماً واجبها الإنساني والتزاماتها تجاه الجوار، تدعم العودة الآمنة والطوعية والمشرفة للاجئين إلى وطنهم، وتنفذ المشاريع اللازمة لذلك".
الرئيس التركي وخطاب الكراهية
أضاف الرئيس التركي: "نرفض خطاب الكراهية تجاه اللاجئين وأيديولوجية النازيين الجدد والعداء للإسلام والأجانب، التي تفشت في مجتمعات أخرى بعد ترسخها في دول غربية".
حسب رجب طيب أردوغان، فإن "التيارات السقيمة التي لا تعتبر أي شخص آخر لا ينتمي إلى عرقها وثقافتها ومعتقداتها إنساناً، نراها تهديداً للقيم الإنسانية والمستقبل المشترك للبشرية".
كما أشار إلى أن العقلية المتغطرسة التي تعود جذورها إلى الاستعمار، كان لها تأثير كبير في تحويل البحر المتوسط الذي كان مهداً للحضارات عبر التاريخ، إلى "مقبرة كبيرة للاجئين" في السنوات الأخيرة.
تابع في ذات السياق: "المأساة الإنسانية التي حدثت على الملأ في بحر إيجة الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها مئات الأبرياء، معظمهم من الأطفال، هي آخر مثال مخجل على ذلك".
أردوغان أردف: "ينبغي للمجتمع الدولي، وخاصة البلدان التي تقدم دروساً في حقوق الإنسان والديمقراطية للجميع ما عدا أنفسهم، أن يتحملوا المسؤولية الآن".
كما أشار الرئيس التركي إلى إمكانية حل قضية اللاجئين والهجرة والتهجير القسري من خلال القضاء على الأسباب التي تؤدي إليها. وأكد أهمية تنفيذ "الميثاق العالمي بشأن اللاجئين" الذي تم اعتماده في 2018 بمساهمة فعالة من تركيا، بهذا الصدد.
بينما أعرب عن أمله بأن يكون "اليوم العالمي للاجئين" عاملاً فعالاً في تشكيل توعية عالمية ومنع المآسي الجديدة وحل مشاكل جميع اللاجئين في مختلف أنحاء العالم.