أعطى مجلس النواب في روسيا (الدوما) موافقة مبدئية على تشريع، يسمح لوزارة الدفاع في البلاد بتوقيع عقود مع مجرمين مشتبه بهم أو مُدانين، من أجل القتال في أوكرانيا، في وقت أكد فيه زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، أنه رفض طلباً من الرئيس الروسي لتوقيع قواته عقوداً مع وزارة الدفاع.
وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أفادت الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2023، بإعطاء مجلس النواب الروسي موافقته على تجنيد المجرمين بالحرب في أوكرانيا، إذ تحاول موسكو، التي تكبدت قواتها خسائر فادحة في حربها بأوكرانيا، تجنيد المزيد من الجنود لخوض أكبر حرب برية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
كانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت الإثنين، 12 يونيو/حزيران 2023، إنها وقّعت عقداً مع مجموعة القوات الخاصة الشيشانية المعروفة باسم "كتيبة أحمد"، وذلك بعد يوم من رفض مؤسس "فاغنر" التوقيع على عقد مماثل، بسبب الخلاف الحاصل والمتصاعد بينه وبين وزارة الدفاع.
سيحصل المقاتلون المتطوعون على جميع المزايا والضمانات التي تحصل عليها القوات النظامية، بما في ذلك تقديم الدعم لهم ولعائلاتهم إذا أُصيبوا أو قُتلوا.
في السياق ذاته، أكد بريغوجين قائد "فاغنر" مجدداً، اليوم الأربعاء، رفض مقاتلي المجموعة توقيع عقود مع وزارة الدفاع، بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتفاقات ضرورية.
في تحدٍّ مباشر ونادر للرئيس بوتين، قال بريغوجين: "ليس هناك أحد بين مقاتلي فاغنر مستعد للانحدار في طريق العار مرة أخرى. ولهذا لن يوقعوا العقود".
في اجتماع نقله التلفزيون أمس الثلاثاء، أيّد بوتين دعوة من وزارة الدفاع للمقاتلين "المتطوعين" في أوكرانيا، لتوقيع عقود مع القيادة العسكرية في روسيا، في ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وسيلة لتأكيد السيطرة على "فاغنر".
بوتين أشار في تصريحاته إلى أن العقود ضرورية للسماح لجميع المشاركين في عملية روسيا العسكرية بأوكرانيا بتلقي مستحقاتهم من مدفوعات الدعم الاجتماعي، وتشمل هذه المستحقات تعويضات للمقاتلين في حالة الإصابة، ولعائلاتهم إذا قُتلوا أثناء المعارك.
يأتي هذا بعدما دخل بريغوجين في عداء علني شديد مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وكبار قادة الجيش منذ العام الماضي، واتهمهم بالإخفاق في تقديم الدعم الكافي والذخيرة لقوات "فاغنر" في أوكرانيا، مما تسبب في تكبدها خسائر أكبر.
لكن بريغوجين قال، في تصريحات اليوم الأربعاء، إنه يعتقد أنه سيتم إيجاد "حل وسط بين بوتين والبرلمان لتمكين مقاتلي فاغنر من الحصول على ضمانات اجتماعية ووضع معتمد كمقاتلين".
تشير تقديرات مسؤولي الولايات المتحدة إلى أن مجموعة فاغنر لديها حوالي 50 ألف جندي يقاتلون في أوكرانيا، وبحسب المسؤولين الأمريكيين، تعرّض أكثر من 30 ألفاً من مقاتلي فاغنر، الذين يشار إليهم بأنهم الجيش الخاص الفعلي لبوتين، إما للقتل أو الإصابة منذ بداية غزو أوكرانيا، وفقاً لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وجَّه بريغوجين في الماضي اتهامات إلى القادة العسكريين في روسيا، بمن فيهم شويغو، بسبب فشلهم في دعم قواته، وفُسرت بعضٌ من تصريحاته على أنها انتقاد مباشر لبوتين نفسه، ما أثار تساؤلات تشكك في ولائه.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.