زيلينسكي يُقرّ بصعوبة الهجوم المضاد ضد القوات الروسية ويؤكد مواصلته.. أوكرانيا: حررنا 90 كيلومتراً

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/13 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/13 الساعة 05:18 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة جنود أوكرانيين - رويترز

أقر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، بصعوبة الهجوم المضاد الذي تشنه قوات بلده ضد القوات الروسية، مؤكداً أنه رغم ذلك فإن الهجوم يمضي قدماً، وذلك في وقت أعلنت فيه كييف عن استعادة القوات الأوكرانية السيطرة على سبع قرى كانت تسيطر عليها روسيا. 

جاء ذلك في كلمة زيلينسكي اليومية المسائية، وقال فيها إنّ "القتال صعب، لكنّنا نمضي قدماً، وهذا أمر مهم"، مضيفاً: "أتقدم بالشكر لجنودنا من أجل كل علم أوكراني يعود إلى مكانه الصحيح في القرى الواقعة في المناطق المحرّرة حديثاً".

زيلينسكي أشار إلى أن خسائر القوات الروسية "هي بالضبط في المستوى الذي نحتاج إليه"، وفق قوله، موضحاً أن "الطقس ليس مواتياً- الأمطار تجعل مهمتنا أكثر صعوبة- لكن قوة جنودنا تعطي نتائج جيدة".

أتى تصريح زيلينسكي بعيد إعلان حكومته أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على سبع قرى في شرقي البلاد وجنوبيها من القوات الروسية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

كييف كانت قد أكدت أيضاً أنها حققت مكاسب محدودة قرب مدينة باخموت (شرق)، عقب الهجوم المضاد الذي شنته في نهاية الأسبوع الماضي بأسلحة غربية لاستعادة أراضيها.

في هذا الصدد قالت غانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني على تيليغرام "تم تحرير سبع قرى"، من بينها خصوصاً لوبكوفو وليفادني ونوفوداريفكا في منطقة زابوريجيا الجنوبية، وأضافت أن القوات الأوكرانية استعادت أيضاً قرية ستوروجيف، الواقعة قرب ثلاث قرى أخرى تمت السيطرة عليها الأحد، جنوب منطقة دونيتسك.

كذلك أوضحت المسؤولة الأوكرانية أنّ "المساحة التي استُعيدت السيطرة عليها تصل إلى 90 كيلومتراً مربعاً"، في حين  قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها تقدمت "250 إلى 700 متر" في اتجاه باخموت.

تصدٍّ روسي

من جانبها، أعلنت روسيا الإثنين، 12 يونيو/حزيران 2023، أنها صدت هجمات أوكرانية في المناطق نفسها في دونيتسك، قرب فيليكا نوفوسيلكا، وأضافت أنها تصدت لهجمات أوكرانية في محيط قرية ليفادني في منطقة زابوريجيا المجاورة.

ويتعذَّر تأكيد صحة معلومات أي من موسكو وكييف من مصادر مستقلة.

من جانبه، قال معهد "دراسات الحرب"، ومقرُّه الولايات المتحدة، في تحليل، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، إن "القوات الأوكرانية حققت تقدماً في دونيتسك أوبلاست (غرب)، وزابوريجيا أوبلاست (غرب)، وهو ما أكدته مصادر روسية، لكن سعت للتقليل من أهميته".

في موازاة ذلك، عبَّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أمله في نجاح الهجوم المضاد الأوكراني، معتبراً أن ذلك قد يُرغم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض لإنهاء غزوه لأوكرانيا. 

بلينكن قال إن بلاده "واثقة من أنهم (الأوكرانيين) سيستمرون في تحقيق النجاح"، معتبراً أن "نجاح الهجوم المضاد من شأنه أن يحقق أمرين: تعزيز موقعها (أوكرانيا) على أي طاولة مفاوضات مستجدة، وقد يؤدي أيضاً إلى جعل بوتين يركز بنهاية الأمر على التفاوض لإنهاء الحرب التي بدأها".

أضاف بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني: "بهذا المعنى يمكن لذلك أن يقرب السلام لا أن يبعده"، ورأى أن الهجوم يُظهر الحاجة "لزيادة دعمنا لأوكرانيا الآن لأقصى حد، كي تتمكن من تحقيق نجاح على أرض المعركة".

هجوم سيستمر لأشهر 

في باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الهجوم الأوكراني المضاد سيستمر لأسابيع، بل حتى لأشهر، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك في الإليزيه، مع كل من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا، إن "الهجوم المضاد الأوكراني بدأ قبل أيام عدة".

أضاف ماكرون "نريد أن ينجح الهجوم قدر الإمكان، كي نتمكن من بدء مرحلة تفاوض بشروط جيدة".

كان ماكرون قد استضاف نظيره البولندي والمستشار الألماني في إطار "مثلث فايمار"، الذي يُعتبر منصة لاجتماعات قمة دورية بين الدول الثلاث، وشدد الرئيس الفرنسي على أن بلاده ستواصل "تكثيف" مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.

كذلك لفت ماكرون إلى أن بلاده كثفت إمدادات الأسلحة والذخيرة والعربات المدرعة، وكذلك الدعم اللوجستي لأوكرانيا، موضحاً أن باريس تساعد كييف أيضاً في مجال صيانة العتاد الذي تضرر في القتال.

أيضاً شدد ماكرون على أن "الحرب العدوانية التي تشنها روسيا هي منذ الآن فشل استراتيجي وجيوسياسي للمعتدي"، وفق قوله، في حين قال المستشار الألماني إن بلاده ستدعم أوكرانيا بعتادٍ من دبّابات ومدفعية ومضادّات للطائرات "طالما كان ذلك ضرورياً".

أما الرئيس البولندي أندريه دودا فشدد من جانبه على ضرورة إرسال "إشارة واضحة من منظور واضح"، بشأن طلب كييف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

أضاف أن القمة المقبلة للحلف في 11 و12 يوليو/تموز 2023، في فيلنيوس بليتوانيا، يجب أن تعطي "ضوءاً أخضر" لطلب أوكرانيا الانضمام للتحالف، مشدداً في الوقت نفسه على أنّه لا يقصد بذلك موافقة التحالف على انضمام كييف فوراً إلى صفوفه، وهو أصلاً أمر مستبعد بسبب خطر امتداد الحرب الراهنة في أوكرانيا إلى سائر أعضاء التحالف.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

تحميل المزيد