قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الاعتراف التام بجمهورية شمال قبرص التركية هو "الطريق الوحيد" للعودة إلى المفاوضات بشأن جزيرة قبرص، بحسب تصريحات له، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، أرسين تتار.
حيث اعتبر أردوغان أن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية "شرط أساسي" لعقد مفاوضات مع الجانب الرومي.
أضاف: "ضاعت قرابة نصف قرن بسبب المقاربات المبالغ فيها وغير القابلة للتوافق من الجانب الرومي (في قبرص). لا أحد مستعد لإضاعة 50 عاماً أخرى".
وأردف: "خارطة طريقنا واضحة، إنها قائمة على السلام، نريد من بحر إيجة أن ينقل رسالة سلام إلى العالم".
القضية القبرصية
ويجري أردوغان زيارة لشمال قبرص وهي جمهورية لا تعترف بها سوى تركيا، وهي الزيارة الأولى للرئيس التركي عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو/أيار الماضي.
ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين؛ تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
ومنذ انهيار محادثات إعادة توحيد قبرص التي جرت برعاية الأمم المتحدة في سويسرا خلال يوليو/تموز 2017، لم تجر أي مفاوضات رسمية بوساطة أممية لتسوية النزاع في الجزيرة.
وتؤكد أنقرة وقبرص التركية ضرورة التفاوض من الآن فصاعداً، على أساس حل الدولتين في الجزيرة بعد فشل المفاوضات الرامية إلى حل فيدرالي قائم على المساواة، بسبب تعنت الجانب القبرصي الرومي.
نقل الكهرباء من تركيا إلى قبرص
في سياق متصل، أوضح أردوغان أنه ناقش مع نظيره القبرصي الشمالي خلال اجتماعهما، كافة القضايا التي تهم البلدين وبكامل تفاصيلها، وأضاف أنَّ نقل التيار الكهربائي من تركيا إلى جمهورية شمال قبرص التركية عبر الأسلاك "سيكون أهم خطوة في تأمين احتياجات الجمهورية من هذه الطاقة".
كما بحث أيضاً مع "تتار" الوضع الحالي في جزيرة قبرص وشرق المتوسط، مؤكداً أن الجانب التركي تبنى دائماً "موقفاً بنّاء وموجهاً نحو النتائج" فيما يخص القضية القبرصية.
وتابع قائلاً: "إن المطالب المشروعة للقبارصة الأتراك واضحة ولا لبس فيها، لم يكن القبارصة الأتراك قط أقلية ولن يكونوا كذلك أبداً".
أضاف: "أولئك الذين يتجاهلون هذه الحقائق يستمرون في مواساة أنفسهم بأحلامهم في أن يكونوا الحاكم الوحيد للجزيرة. أنصح هؤلاء بأن يضعوا هواجسهم جانباً وأن يتواجهوا مع حقائق الجزيرة".
"أمر لا غنى عنه"
في الوقت ذاته، شدد أردوغان على أن المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للقبارصة الأتراك، "هي حقوق مكتسبة لهم، وهذا أمر لا غنى عنه" بالنسبة لتركيا.
واستطرد: "سنواصل الدفاع بحزم عن حقوق ومصالح تركيا والقبارصة الأتراك. وأود أن أذكر بأن مقترحات قبرص التركية بشأن التقاسم العادل للموارد الهيدروكربونية في جزيرة قبرص ومحيطها لا تزال مطروحة على الطاولة".
وأردف: "للأسف لم يجد اقتراحي بشأن تنظيم مؤتمر إقليمي حول القضايا المتعلقة بشرق المتوسط أي استجابة"، مؤكداً أن تركيا بصفتها دولة ضامنة للقضية القبرصية، كانت وما زالت تدعم الحوار البناء لحل الخلافات القائمة.
فيما حذّر أردوغان من مغبة التسلّح المخالف لتوازنات الجزيرة والمنطقة، مؤكداً أن أمن ورخاء القبارصة الأتراك "بمثابة أمن الشعب التركي". وأوضح أن تركيا كانت وما زالت تدعم جمهورية شمال قبرص التركية بكل قوّتها.
ورداً على سؤال حول العلاقات التركية اليونانية في المرحلة المقبلة، قال أردوغان: "خارطة طريقنا واضحة، إنها قائمة على السلام، نريد من بحر إيجة أن ينقل رسالة سلام إلى العالم".