قال موقع Walla الإسرائيلي، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023، إن جنوداً من كتيبة "بارديلاس" المختلطة في الجيش الإسرائيلي رفضوا العمل في مناوبتهم المعتادة، التي تبلغ مدتها 12 ساعة على الحدود المصرية، وذلك بعد الهجوم الذي شنه الشرطي المصري محمد صلاح على الحدود، وقتل خلاله 3 جنود إسرائيليين، في حادثة أثارت صدمة لتل أبيب.
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية أشارت هي الأخرى إلى أن الجنود يحظون بدعم من آبائهم في شكواهم، وقالت إنهم أوضحوا لقادتهم أنه لا يمكنهم العمل في هذه المناوبات الطويلة.
كذلك انتقد الجنود قيادة كتيبتهم، التي أرغمتهم على العمل في هذه المناوبات، رغم سوء الأحوال الجوية، وزعموا أنه لا جدوى من وجودهم في الميدان لفترة طويلة، ولم يلبث أن رفع قائد الكتيبة في "جبل حريف" تقريراً بهذا الموضوع إلى قائد لواء "باران".
الصحيفة الإسرائيلية نقلت مصادر معنية بالمسألة قولها إن القادة والجنود خاضوا نقاشاً مطولاً، أُطلع عليه قائد لواء "باران" العقيد عيدو سعد، وتقرر في النهاية تقصير ساعات المناوبة من 12 إلى 8 ساعات، وإزالة أحد مراكز حراسة الحدود.
فضلاً عن ذلك، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه "بعد تقييم الوضع والحادث على الحدود المصرية، تقرر إسناد مهمة الحراسة لشخصين بدلاً من شخص واحد خلال ساعات الليل".
بحسب موقع الجيش الإسرائيلي تتلخص مهمة كتيبة "بارديلاس" في "حراسة وادي عربة الذي يمتد من البحر الميت إلى إيلات".
كانت المجندة ليا بن نون، والجنديان أوري يتسحاك إيلوز، وأوهاد داهان، الذين قتلوا في الهجوم الذي شنه الشرطي المصري محمد صلاح يخدمون في كتيبة "بارديلاس".
كان هجوم محمد صلاح المفاجئ قد أثار صدمة لدى السلطات الإسرائيلية، التي فتحت تحقيقاً في الحادثة، إذ كشف تحقيق عما سمّاه "إخفاقات" الجيش الإسرائيلي عن "قصور" في أداء ضباط وجنود الجيش، أثناء حادثة معبر العوجا، يوم 3 يونيو/حزيران 2023.
التحقيق لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي استند لشهادات من جنود وضباط الفرقة العسكرية التي كانت في مهامها أثناء وقوع العملية، موضحاً أن قادة الفرقة في الجيش الإسرائيلي، المعنية بأمن الحدود، تجاهلوا تحذيراً من وجود متسلل اجتاز الحدود، ولم يبادروا بأي رد فعل، وهذا ما يتناقض مع رواية الجيش الرسمية.
تشير إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الكثير من الجنود الذين يعملون في المنطقة الحدودية لم يكونوا على علم بوجود فتحات للطوارئ، وهذا ما سمح للشرطي المصري محمد صلاح باجتياز الحدود عبر هذه الثغرة دون أن يراقبه أحد.
كذلك فإن رواية الجنود التي نقلتها إذاعة الجيش تشير إلى أنهم لم يكونوا على علم بالبروتوكول الخاص بمراقبة الحدود، إذ يفرض الجيش الإسرائيلي على قواته العاملة هناك، الالتزام ببروتوكول التواصل اللاسلكي بين الجنود المشاة ونقاط الحراسة مرة واحدة لكل ساعة مناوبة.
إلا أن التحقيق الأوّلي لإذاعة الجيش أفاد بأن الإجراء المعمول به في المناطق الحدودية هو إجراء اتصال لاسلكي مرة أو مرتين، خلال مناوبة الحراسة كل 12 ساعة.
كانت سلطات الاحتلال قد سلمت، الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، جثة محمد صلاح إبراهيم (23 عاماً) إلى السلطات المصرية، ليتم بعدها دفنه.
وصلاح من مرتبات الأمن المركزي، وتنحدر أصوله من مدينة عين شمس، ووجوده في سيناء كان ضمن أداء خدمته العسكرية التي شارفت على الانتهاء، وفقاً لتقرير للقناة 12 العبرية.