يستعد تجمع غير متوقع من مبعوثي سلام أفارقة للسفر إلى روسيا وأوكرانيا، وهو أول وفد أجنبي يجري محادثات مع الرئيسين بوتين وزيلينسكي بشأن إنهاء الحرب، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 9 يونيو/حزيران 2023.
الصحيفة أشارت إلى أن زعماء 6 دول إفريقية؛ بما في ذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجنوب إفريقيا وجزر القمر، سيستقلون قطاراً ليلياً من بولندا إلى كييف الأسبوع المقبل ثم يسافرون إلى سان بطرسبرغ في مهمة أطلق عليها المبعوثون "الطريق إلى السلام".
وخلال الزيارة، سيصف المبعوثون تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص الناتج عن الحرب على سكانهم. وفقاً للصحيفة.
بعثة السلام
ومن غير المرجح التوصل إلى حل دبلوماسي بقيادة إفريقية لتحقيق السلام، لكن حقيقة أنَّ زيلينسكي وبوتين سيرحبان بالمبعوثين تؤكد الأهمية التي يوليها كل من الزعيمين لكسب تأييد نظرائهما الأفارقة.
كما أوضحت الصحيفة، أن صانعي السلام يعكسون تضارب مصالح قارتهم مع العدوان الروسي، حيث يقود الرئيس السنغالي سال، الذي لم يصوت في أحدث اقتراح للأمم المتحدة يدين روسيا، المجموعة التي تضم رئيسي مصر عبد الفتاح السيسي، وزامبيا هاكيندي هيتشيليما، اللتين أيدتا القرار.
وانضم إليهم زعماء جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو وأوغندا، التي كانت من بين سلسلة من الدول الإفريقية التي امتنعت عن التصويت على إدانة روسيا، لكنها أبدت تعاطفها مع موسكو، على الرغم من مزاعم الحياد.
ورئيس جنوب إفريقيا رامافوزا، على وجه الخصوص، حريص على إظهار التزام بلاده بعدم الانحياز، الذي قوضه استضافتها مؤخراً لسفن حربية روسية لإجراء مناورات بحرية، وادعاءات الولايات المتحدة بأنَّ سفينة متجهة إلى روسيا حملت أسلحة من هناك، وتوجيهها دعوة إلى بوتين المتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية لحضور قمة في جوهانسبرغ.
"لسنا حالمين"
وتُنفَّذ بعثة السلام هذه بوساطة من مؤسسة برازافيل بقيادة جان إيف أوليفييه، وهو تاجر سلع فرنسي سابق يبلغ من العمر 78 عاماً، الذي طور علاقات قوية خلال عقود من إبرام الصفقات في إفريقيا.
وعن فرص تحقيق القادة الأفارقة انفراجة فورية في العلاقات، قال أوليفييه: "لسنا حالمين".
وقال رجل الأعمال، الذي انخرط في عمليات الوساطة لتحقيق السلام في الثمانينيات، وكان له دور في جمع الأطراف المتصارعة معاً للمساعدة في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، إنَّ الهدف هو اتخاذ خطوة البداية. ويُعتقَد أنَّ أوليفييه هو الأجنبي الوحيد الذي حصل على تكريم من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ومرة أخرى في عهد نيلسون مانديلا.
محاولة إفريقية
وأوضح أوليفييه أنَّ الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والصين أعربوا عن دعمهم للمحاولة الإفريقية.
وكانت أوكرانيا قد صرحت، في وقت سابق، بأنَّ القوات الروسية يجب أن تنسحب من أراضيها قبل بدء هذه المفاوضات، بينما تضع موسكو اعتراف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم شرطاً مسبقاً لدخول المفاوضات.
وأضاف أوليفييه أنَّ السلام "يبدأ بالإشارات، والحوار. وهذا ما سنحاول فعله".
وكان بوتين قد دعا كل الرؤساء الأفارقة إلى سان بطرسبرغ، في يوليو/تموز، لحضور قمة روسية إفريقية منفصلة.