يستأنف السفير الإسرائيلي في المغرب، ديفيد غوفرين، عمله على رأس مكتب الاتصال في الرباط، بعد أشهر من استدعاء سلطات بلاده له بهدف التحقيق معه بشأن تهم تتعلق بارتكاب "اعتداءات جنسية" و"اختلاس أموال"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء 7 يونيو/حزيران 2023.
حسب السفير الذي خلفه مؤقتا على رأس المكتب شائي كوهين الذي أعلن الخبر الثلاثاء 6 يونيو/حزيران، خلال مؤتمر صحفي، فقد تقرر أن يعود السفير الإسرائيلي في المغرب إلى منصبه الشهر المقبل لكي يواصل مهمته، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
كانت تل أبيب استدعت السفير الإسرائيلي في المغرب في أيلول/سبتمبر الماضي على خلفية اتهامات له باستغلال نساء والتحرش جنسياً بهن وارتكاب جرائم ضد الحشمة، وهي اتهامات نفاها في رسالة أعدها محاميه. ومنذ ذلك الحين خلفه كوهين مؤقتاً على رأس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط.
فتح هذا المكتب مطلع العام 2021 بعد استئناف البلدين علاقاتهما الدبلوماسية، في إطار اتفاق ثلاثي تضمن أيضاً اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.
في المؤتمر الصحفي الذي أقامه بمناسبة الاحتفال بذكرى قيام الدولة العبرية، أشاد السفير الإسرائيلي في المغرب بالنيابة، كوهين، بالتطور "العميق" في علاقات البلدين على مختلف المستويات الاقتصادية والسياحية والعسكرية. وأعرب الدبلوماسي الإسرائيلي عن أمله في أن يتوصل البلدان قريباً إلى اتفاق للتبادل التجاري الحر.
في المقابل، تنتظر الرباط اعتراف الدولة العبرية بسيادتها على الصحراء الغربية، وفق ما نقلت وسائل إعلام مغربية خلال الأيام الأخيرة.
في هذا الصدد قال كوهين: "هناك مفاوضات بين وزارتي خارجية البلدين لننظر كيف يمكن التقدم بخصوص هذا الموضوع"، مضيفاً أن "قراراً نهائياً ستتم صياغته من طرف الوزارتين".
بعد الزيارة التي قامت بها إلى المملكة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف الأسبوع الماضي، ينتظر أن يصل إلى الرباط الأربعاء رئيس الكنيست أمير أوحانا في زيارة رسمية "تاريخية".
ستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس للبرلمان الإسرائيلي بدعوة من نظيره المغربي رشيد طالبي علمي، الذي سيلتقيه صباح الخميس 8 يونيو/حزيران.
بينما أعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، الثلاثاء، رفضها زيارة من المقرر أن يجريها رئيس الكنيست، وقالت إنها تعتبرها "مشؤومة"، داعية "كل مناصري القضية الفلسطينية في البرلمان المغربي إلى رفض الزيارة داخل قاعة البرلمان والإعلان عن رفضهم للتطبيع مع إسرائيل".
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، تأتي هذه الدينامية في علاقات البلدين بعدما خيم عليها مؤخراً صعود تيارات يمينية متطرفة إلى الحكم في إسرائيل والعنف اليومي في الأراضي المحتلة.
فيما أدان المغرب "بشدة" مطلع نيسان/أبريل اقتحام القوات الإسرائيلية لباحة المسجد الأقصى، عقب صدامات عنيفة بين مصلّين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. وتؤكد الرباط بشكل منتظم التزامها تجاه القضية الفلسطينية التي ما زالت تحظى بتأييد شعبي واسع في المملكة.