لليوم الثالث على التوالي، لا تزال أصداء عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل 3 من جنود الجيش الإسرائيلي في إحدى النقاط الحدودية بين سيناء ودولة الاحتلال، تتفاعل بشكل كبير في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، نظراً لما شكلته هذه العملية من صدمة كبيرة، سواء من ناحية توقيت العملية، أو المنطلقات التي دفعت بمنفذ العملية للمبادرة بهذا الهجوم، وليس انتهاء بخسارة الجيش لثلاثة من جنوده في جبهة كانت تصنف على الدوام بأنها آمنة وبعيدة عن أي مخاطر عسكرية مقارنة بالجهات الأخرى.
وحتى الوصول لنتائج التحقيق التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي والتي من المتوقع أن تنتهي خلال الأسبوع الجاري، سيبقى السؤال الشاغر في أذهان الكثير من الإسرائيليين: ما هو مستقبل العلاقات السياسية والأمنية بين مصر وتل أبيب، وهل ستكون لها تداعيات سياسية أو ميدانية قد تؤثر على شكل العلاقات بين الجانبين؟
سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصدار قرار بإلزام وزراء حكومته ونواب الكنيست بتجنب الحديث عن هذه العملية؛ خشية تدهور العلاقات مع القاهرة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً أمام الأوساط الإسرائيلية السياسية أو الأمنية لتعبر عن غضبها من هذه الحادثة؛ لدرجة أن بعض هذه الأصوات طالبت بإعادة تقييم العلاقة مع الدولة المصرية، محملة إياها مسؤولية ما جرى.
"عربي بوست" رصد ردود الأفعال الإسرائيلية بعد الأخبار والصور المتداولة عن منفذ العملية.
تشكيك بالرواية المصرية
من الردود الإسرائيلية اللافتة ما عبرت عنه عضو الكنيست عن الليكود تالي غوتليب منتقدة بيان وزارة الدفاع المصرية، وموجهة حديثها لوزير الدفاع قائلة: "السيد وزير الدفاع المصري، لا تستهزئ بجمهور إسرائيل وترسل التعازي في القتلى من الجانبين! لا.. الجندي المصري لم يطارد مهربي مخدرات، بل قتل جنودنا واستمر في إطلاق النار على قوات الدعم – الجيش سيستخلص استنتاجاته الخاصة، لكنني لست راضية عن كلامك معالي وزير الدفاع المصري".
אדוני שר ההגנה המיצרי אל תלעג לאינטיליגנציה של עם ישראל ותשלח תנחומים על ההרוגים משני הצדדים!! לא, המחבל המיצרי לא רדף אחרי מבריחי סמים, הוא הרג את חיילנו הצדיקים והמשיך וירה לעבר כוחות החילוץ. צהל כמובן יסיק את מסקנותיו. אבל אני כמדינאית לא מסתפקת בדבריך אדוני שר ההגנה המיצרי.
— טלי גוטליב (@TallyGotliv) June 3, 2023
أما سفير إسرائيل بالأمم المتحدة وعضو لجنة الخارجية والأمن بالكنيست داني دانون فقال إن بيان مصر حول الحادثة "مخجل ووقح".
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء احتياط عاموس يادلين قال إن مصر تتحمل كامل المسؤولية – إنها تسيطر على سيناء، وسيادة سيناء بيد مصر – نحن بحاجة إلى التحقيق بشكل متعمق لمنع مثل هذه الحوادث.
הפיגוע בגבול מצרים | ראש אמ"ן לשעבר האלוף במיל' @YadlinAmos, אצל @efitriger: "יש לנו יחסי שלום קר עם מצרים, אך דווקא לאחרונה הקשר התחיל להתחמם. מדובר באירוע קשה וכואב, אבל אסור לתת לו לחבל ביחסים עם השכנה הכי חזקה שלנו"
— גלצ (@GLZRadio) June 4, 2023
أما رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أشار إلى أن تقصيراً من الدولة المصرية أدى لهذا الحادث، فالدولة المصرية "ترسل ضباطاً وجنوداً عديمي الخبرة لحماية حدودنا"، على حد قوله.
وأضاف: من غير المعقول أن تكون الرواية المصرية مقنعة، فكيف يبادر رجل أمن بملاحقة مهربي مخدرات وحده دون إسناد من فرقته، ثم يشير الجيش المصري إلى أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بفقدان أحد عناصره بعد ساعات من وقوع العملية.
كما ذهبت بعض الآراء الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي لتنتقد خلو بيان وزارة الدفاع المصرية من إدانة سلوك منفذ العملية، أو على الأقل كانت تطالب بأن يشمل البيان وصف العملية "بالعمل الإرهابي".
الشعب المصري لا يزال كارهاً لإسرائيل
تسببت العملية الأخيرة بفتح الباب أمام نقاشات إسرائيلية مختلفة للتشكيك بنجاح مشروع السلام بين مصر وإسرائيل، وما إذ كان قد نجح في مهمة الوصول لقواعد الشعوب، رغم مرور 45 عاماً على توقيع اتفاق كامب ديفيد للسلام بين حكومتي أنور السادات ومناحيم بيغن.
فقد أشار أريئيل كهانا من صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من الليكود أن الدرس المستفاد من عملية الحدود المصرية يتمثل في أنه رغم التعاون الأمني والسياسي بين القاهرة وتل أبيب، فإن كراهية الشعب المصري لإسرائيل لا تزال كما هي، بل إنها تزداد، بدليل أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها بل هي امتداد لعمليات مماثلة شهدتها العقود الأخيرة.
وكان هجوم اللواء عاموس يادلين أكثر حدة تجاه الدولة المصرية، قائلاً: "لدينا علاقات سلام باردة مع مصر، بتقديري أن المصريين لم يتربوا على السلام معنا، لذلك علينا أن نفترض أن نشاطاً مسلحاً بين الحين والآخر سيخرج ضدنا من جهة هذا الحليف".
كما أشار الصحفي اليميني يوني بن مناحيم إلى أن وجود عناصر مسلمة ومتطرفة في أجهزة الأمن في كل من مصر والأردن على الحدود من شأنه أن يعرِّض اتفاقات السلام للخطر، وأن على إسرائيل أن تتحرك بشكل عاجل للحد من نفوذ هذه الجماعات في قوات الأمن كما فعلت ذلك مع السلطة الفلسطينية.
חיילים ושוטרים ערבים מוסלמים קיצונים המוצבים כל גבולות ישראל עם מצרים וירדן מסכנים את הסכמי השלום.
— יוני בן מנחם yoni ben menachem (@yonibmen) June 5, 2023
ראינו כבר מה קורה ברש"פ, אנשי ביטחון שלה משתתפים בפיגועים.
ישראל חייבת לפעול מול מצרים וירדן לצמצם ככל האפשר את התופעה.
עם הרש"פ העסק כבר אבוד. pic.twitter.com/Qx6uI9kaUV
مطالبات بتغيير قواعد إطلاق النار
ذهبت بعض الآراء الإسرائيلية إلى مطالبة قيادة الجيش بتغيير قواعد الاشتباك الممنوحة للجنود لمنع تكرار عمليات التسلل وإطلاق النار.
فقد طلب هاليل روزين مراسل القناة 14 من رئيس الأركان هرتسي هاليفي اتخاذ خطوات مهمة وعاجلة في الأيام المقبلة، بدءاً من تغيير المفهوم العملياتي في المنطقة الحدودية من خلال تعديل تعليمات إطلاق النار.
יממה אחרי המחדל בגבול מצרים ואין אפילו סיבה אחת שיכולה להסביר משהו ממנו.
— הלל ביטון רוזן | Hallel Bitton Rosen (@BittonRosen) June 4, 2023
הרצי הלוי נדרש לצעדים משמעותיים כבר בימים הקרובים, משינוי התפיסה המבצעית בגזרה, דרך חידוד רציני של הוראות הפתיחה באש, ועד כמובן ענישת כלל האשמים מקטן ועד גדול.
كما انتقد النائب داني دانون تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في عمله بالمناطق الحدودية، وقال إنه يجب تغيير تعليمات إطلاق النار، لأن الجنود في المناطق الحدودية مكبلون بتعليمات لا يمكن تجاوزها، لذلك علينا إيجاد صيغ قانونية تحمي الجنود وتخفض من تكاليف حوادث مشابهة.
משתתף בצער המשפחות של הלוחמים שנפלו היום.
— Danny Danon 🇮🇱 דני דנון (@dannydanon) June 3, 2023
הוראות הפתיחה באש כלפי מחבלים ומבריחים חמושים חייבות להשתנות מייד. פלפולים משפטיים כובלים את ידי הלוחמים שמגנים על המולדת וגובים מחיר יקר מידי. חייבים לשים לזה סוף.
على وسائل التواصل الاجتماعي عبر جمهور واسع من الإسرائيليين عن غضبهم من تجاهل الإعلام المصري والعربي للحدث.
فقد استهجن روعي بن كايس مراسل هيئة البث الإسرائيلية "كان11" اكتفاء صحيفة الوطن المصرية بخبر في ذيل الصفحة الأولى لمقتل الجنود الإسرائيليين.
התקרית הקשה בגבול מצרים לא במרכז העיסוק של העיתונות המצרית המודפסת ביום שאחרי. בעיתון המצרי אל-ווטן נכתב בידיעה קטנה בשער: "איש ביטחון מצרי ושלושה ישראלים מתו במהלך חילופי אש בזמן פעילות הברחה" pic.twitter.com/AmtEKgSi7F
— roi kais • روعي كايس • רועי קייס (@kaisos1987) June 4, 2023
يذكر أن سلطات الاحتلال قد سلمت الإثنين 5 من يونيو/حزيران 2023 جثة المصري محمد صلاح إبراهيم (23 عاماً) من مرتبات الأمن المركزي، وتنحدر أصوله من مدينة عين شمس، وتواجده في سيناء كان ضمن أداء خدمته العسكرية التي شارفت على الانتهاء وفقاً لتقرير للقناة 12 العبرية.