التقى المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي في نيويورك مرات عدة خلال الأيام الأخيرة مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، في اجتماع "إيراني – أمريكي" مباشر يعد الأول من نوعه منذ 5 سنوات، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، السبت 3 يونيو/حزيران 2023.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومحللين قولهم إن مالي "التقى عدة مرات مع إيرواني، الذي كان مسؤولاً كبيراً في المجلس الأعلى للأمن القومي قبل إرساله إلى نيويورك في سبتمبر".
ويعتقد أن هذه المحادثات هي أول اتصال مباشر بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين منذ أن أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأزمة في عام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وفقاً للصحيفة.
كما نقلت الصحيفة -أيضاً- عن شخص مقرّب من الإدارة الأمريكية قوله إن "المحادثات ركزت في المقام الأول على إمكانية تبادل الأسرى مع إيران، إذ تحتجز طهران ما لا يقل عن 3 مواطنين أمريكيين إيرانيين".
واعتبرت الصحيفة أنه "يمكن أن يؤدي تبادل ناجح للأسرى في الولايات المتحدة إلى تحسين البيئة لأي محادثات نووية".
يأتي التحول الدبلوماسي وسط مخاوف من أن يخاطر برنامج طهران التوسعي بحرب إقليمية عزز النظام الإيراني نشاطه الذري منذ انسحاب الولايات المتحدة.
وتعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وتخفيف العقوبات إذا عادت طهران إلى الامتثال للاتفاق.
لكن في الآونة الأخيرة، قال مسؤولون أمريكيون إن الاتفاقية "ليست على جدول الأعمال"، مشيرين إلى أن أي اتفاق سيكون أكثر محدودية.
فيما قال دبلوماسيون ومحللون للصحيفة إن الخيارات المحتملة تشمل شكلاً من أشكال الاتفاق المؤقت، أو خطوة تهدئة من كلا الجانبين تخفض بموجبها إيران مستويات التخصيب مقابل تخفيف بعض العقوبات.
إلى ذلك، قال دبلوماسي آخر مطلع على المحادثات: "ستكون عملية تبادل الأسرى بداية للمحادثات.. من غير المرجح أن يكون هناك اتفاق نووي ، لكن قد يكون هناك نوع من الشيء المؤقت، أو التجميد".
كما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن واشنطن "كانت تعتقد دائماً أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة للتأكد من أن إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً بشكل يمكن التحقق منه ودائماً"، مضيفاً: "لكن ليس لدينا ما نعلن عنه، ولم نقم بإزالة أي خيار من على الطاولة".
تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم إلى 60% من النقاوة، وفي كانون الثاني/يناير اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات مخصبة إلى نحو 84%، وهي مادة تكاد تستخدم في صنع الأسلحة، في مصنع فوردو.