أعلنت نقابة أطباء السودان، الأربعاء 31 مايو/أيار 2023، سقوط 17 قتيلاً وإصابة 106 أشخاص جراء قصف عنيف جنوب الخرطوم، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية مجدداً تمديد إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام حركة الطيران حتى 15 يونيو/حزيران، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش السوداني انسحابه من المحادثات الجارية في جدة، وهو ما أسفت له واشنطن.
وفي وقت سابقٍ الأربعاء، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالخرطوم، فيما أفاد شهود عيان لـ"الأناضول"، بأن أحياء جنوب الخرطوم شهدت قصفاً واشتباكات عنيفة.
فيما قالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان، إن "منطقة مايو (سوق 6) شهدت ظهر اليوم قصفاً عنيفاً ودامياً، خلّف 17 حالة وفاة وأكثر من 106 إصابات، منها 36 حالة احتاجت لتدخل جراحي"، كما أشارت إلى أن عدد الحالات المتضررة من القصف "لا يزال في تزايد".
وأضاف البيان: "عاش الطاقم الطبي في مستشفى بشائر التعليمي الحكومي ضغطاً كبيراً في التعامل مع الحالات؛ لكثرتها وقلة عدد الطاقم الطبي".
وناشدت النقابة جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودة قرب المستشفى "تقديم يد العون قدر الاستطاعة لزملائهم المرابطين في مستشفى بشائر، مع مراعاة السلامة الشخصية في التحرك"، وفق البيان.
من جانبها، أفادت الهيئة السودانية في بيان، بأنها "أصدرت نشرة بتمديد إغلاق المجال الجوي أمام كافة حركة الطيران".
وأوضح البيان أن "الإغلاق يستثني رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء، بعد حصولها على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص"، دون ذكر تفاصيل أكثر.
ويعتبر التمديد الأخير هو الرابع الذي تجريه هيئة الطيران السودانية، بعد تمديدات سابقة في 13 مايو/أيار و30 و22 أبريل/نيسان، استثنت جميعها الرحلات الإنسانية والإجلاء.
واشنطن تتأسف
من جانبه، قال متحدث مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في إفادة صحفية: "من المؤسف للغاية أن الجيش السوداني اختار الانسحاب، نحن نريد أن نرى توقف القتال".
وأشار كيربي إلى أن هذا القرار يؤثر على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من المناطق، لافتاً إلى أن الناس هناك "بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والدواء".
أضاف: "نريدهم أن يأخذوا فرصة السلام على محمل الجد، ونحن جادون في هذا الأمر، وبالفعل نساعد في إجراء هذه المحادثات وتسهيلها".
وأعلن الجيش السوداني تعليق مباحثات جدة بسبب عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات.
وفي 26 مايو/أيار الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.