كشف 5 مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأوروبيين أن بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، قد زار سلطنة عُمان زيارة دبلوماسية منخفضة المستوى هذا الشهر، وأجرى محادثات مع المسؤولين العمانيين بشأن إمكان التوسط الدبلوماسي مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
موقع Axios الأمريكي الذي أورد الخبر، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، قال إن الأمر يحظى بأهمية كبيرة في وقت قالت فيه إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنها قلقة بشدة حيال التقدم الجاري في برنامج طهران النووي، وما قد يفضي إليه الأمر من تصعيد عسكري في الإقليم.
بينما كان الموقع الأمريكي أورد في أبريل/نيسان أن إدارة بايدن ناقشت مع شركاء أوروبيين وإسرائيليين اقتراحاً محتملاً بشأن التوصل إلى اتفاق مؤقت مع طهران يتضمن بعض التخفيف للعقوبات الواقعة عليها، في مقابل تجميد طهران لأقسام من برنامجها النووي.
استئناف المفاوضات مع إيران
أما في السياق الحالي، فقد قال 4 مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين إن ماكغورك سافر إلى مسقط في 8 مايو/أيار بعد رحلة إلى السعودية مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وزيارة لإسرائيل أطلع خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المحادثات الأمريكية في الرياض.
فيما لم تعلن الولايات المتحدة ولا عمان عن زيارة ماكغورك إلى مسقط. وقالت المصادر إن أبرز قضية نوقشت في الزيارة كانت إمكان العمل على استئناف للمفاوضات الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني بوساطة عُمانية.
كما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن "العمانيين يجرون محادثات للتقريب بين الولايات المتحدة وإيران"، مستخدماً المصطلحات الدبلوماسية التي تستعمل للإشارة إلى المفاوضات التي تجري من خلال طرف ثالث متفق عليه [عُمان] دون لقاء طرفي التفاوض الرئيسيين [الولايات المتحدة وإيران] وجهاً لوجه.
بينما زعم 3 مسؤولين إسرائيليين بارزين أن البيت الأبيض يستكشف من خلال الحكومة العُمانية ما إذا كان الإيرانيون على استعداد لاتخاذ خطوات تتضمن فرض قيود معينة على برنامج طهران النووي، وتهدئة الاضطراب الإقليمي، وماذا يريدون في مقابل ذلك. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين لموقع Axios، إن "الأمريكيين يريدون استراحة مؤقتة".
في المقابل، نفى متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض مزاعم المسؤولين الإسرائيليين. وقال: "ليست هناك مناقشات أمريكية بشأن اتفاق مؤقت، ولا مناقشات بشأن تخفيف العقوبات، أو إغلاق لمسألة ضمانات" الحدِّ من البرنامج النووي الإيراني.
كما قال دبلوماسي أوروبي رفيع إن "الولايات المتحدة تعمل مع العمانيين في الشأن الإيراني". ومع ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنهم ليس لديهم تعليق على المساعي الدبلوماسية الإقليمية "التي تشكل إيران أحد جوانبها".
قلق إسرائيلي
من جهة أخرى، قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع Axios إن الحكومة الإسرائيلية قلقة بشأن المساعي المحتملة لإدارة بايدن إلى "تجميد [لبعض العقوبات] في مقابل تجميد [لبعض أقسام البرنامج النووي]" من أجل التوصل إلى اتفاق مؤقت مع طهران.
من المتوقع أن يناقش رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وتساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، هذه المخاوف مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارتهما للبيت الأبيض يوم الخميس 1 يونيو/حزيران.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة The Korea Economic Daily الكورية، الثلاثاء 30 مايو/أيار، أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تناقشان الإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال واردات النفط الإيرانية المحتجزة في بنوك كوريا الجنوبية.
كانت الصحافة الإيرانية أوردت أكثر من مرة العام الماضي أن رفع التجميد عن هذه الأموال قد يأتي كخطوة محتملة في سياق صفقة بين الولايات المتحدة وإيران، إما بشأن القضية النووية أو ضمن مفاوضات تبادل الأسرى.