أصيب نحو 25 من عناصر قوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الإثنين 29 مايو/أيار 2023، خلال مواجهات في شمال كوسوفو، حيث طالب متظاهرون صرب بانسحاب رؤساء بلديات منتخبين (من ذوي الأصول الألبانية) من تولي مناصبهم في بلدات ذات أغلبية صربية شمالي كوسوفو.
القوة متعددة الجنسيات قالت في بيان، إن العديد من جنود الكتيبتين الإيطالية والمجرية "تعرضوا لهجمات غير مبررة، وأصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة".
من جانبه، أدان حلف شمال الأطلسي "بشدةٍ" الهجمات "غير المقبولة" على قوته المنتشرة في شمال كوسوفو، والتي أسفرت عن سقوط "جرحى"، حيث جرت مواجهات بين متظاهرين صرب وعناصر في الشرطة.
متحدث باسم الحلف قال إنّ "حلف شمال الأطلسي يدين بشدةٍ الهجمات غير المبررة على القوات التابعة له في شمال كوسوفو والتي أسفرت عن عدد من الجرحى. إن هذه الهجمات غير مقبولة بالكامل، وينبغي أن يتوقف العنف فوراً".
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، قالت شرطة كوسوفو إن متظاهرين صرباً في شمالي البلاد بدؤوا أعمال عنف، ويحاولون تجاوز طوق أمني في محيط بلدية "زفيتشان"، استعداداً لتنظيم احتجاجات في عدد من البلديات.
الشرطة أضافت أنها اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع -"وفق القانون"- للسيطرة على الوضع وتجنب حدوث عنف في منشأة البلدية.
وتجمّع المحتجون أمام بلدية زفيتشان ذات الغالبية الصربية في شمالي كوسوفو؛ لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين حديثاً من دخول مباني البلديات لبدء مهامهم.
وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نظمت الشهر الماضي، في 4 بلدياتٍ معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، حيث لم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفاً مسجلين.
والجمعة، تجمع الصرب أمام بلدية زفيتشان؛ لمنع رئيس بلدية ألباني منتخب حديثاً من تولي مهامه الرسمية بعد أداء اليمين الدستورية، وأصيب 10 أشخاص خلال الاشتباكات مع الشرطة.
وبعد الانتخابات، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن نسبة المشاركة المنخفضة لا توفر للبلديات حلولاً سياسية طويلة المدى.
ضبط النفس
كما أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا بياناً مشتركاً دعت فيه رؤساء البلديات الألبان إلى ممارسة ضبط النفس من أجل الوفاء بمسؤولياتهم لتمثيل وخدمة جميع أفراد مجتمعاتهم.
ومع تصاعد التوتر في المنطقة، أوعزت صربيا إلى جيشها بالتقدم نحو الحدود مع كوسوفو، وحثت الناتو على "وقف العنف ضد الصرب المحليين في كوسوفو".
وفي سياق متصل، شدد رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، على حق المنتخبين ببلديات شمال كوسوفو في تولي مناصبهم من دون أي تهديد أو ترهيب.
والسبت، دعا صرب كوسوفو رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، إلى تعليق عملية الحوار المستمرة لتطبيع العلاقات مع كوسوفو.
وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008.
ولا تزال صربيا تعتبر كوسوفو جزءاً من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.
ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.