أعلنت بعثات الأمم المتحدة في لبنان، السبت، 27 مايو/أيار 2023، عن تعليق تقديم المساعدات النقدية بالعملتين اللبنانية والدولار للاجئين السوريين، لغاية الشهر المقبل، بطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وذلك في وقت يواجه فيه اللاجئون بلبنان دعوات لترحيلهم إلى بلادهم.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية، عمران ريزا، وممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إيفو فرايسن، وممثل برنامج الأغذية العالمي، عبدالله الوردات.
البيان أشار إلى سلسلة لقاءات عُقدت يوم الجمعة، 26 مايو/أيار 2023، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار".
أضاف البيان أنه "بناء على طلبهما (ميقاتي والحجار) تم اتخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقديّة بالعملتين للاجئين السوريين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمرّ فيه المناقشات حول الآليّة المناسبة الممكن اتّباعها".
كذلك جددت الأمم المتحدة "التزامها بالمبادئ الإنسانيّة في دعم الحكومة اللبنانيّة لمساعدة أولئك الأكثر ضعفاً في كلّ أنحاء لبنان"، وأكدت الاستمرار "بالوقوف مع شعب لبنان وحكومته في هذه الأوقات الصعبة، وبتعزيز بيئة تعاونيّة في خدمة مَن هُم في أمسّ الحاجة للمساعدة، بينهم اللاجئون".
كان الحجار قد أعلن يوم الجمعة في مؤتمر صحفي، عن "رفض طلب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإعطاء النازحين (السوريين) مساعدات نقدية بالدولار الأمريكي بعد أن كانت تعطى لهم بالليرة اللبنانية".
أشار الحجار إلى أن "الشعب اللبناني رافض لهذا النزوح، وهو يقارن بين المساعدات التي يحصل عليها النازحون والمساعدات البسيطة التي يحصلون عليها كلبنانيين".
كما جدد الحجار مطالبة "كل المحافل الدولية بتحريك عجلة العودة للاجئين السوريين، وليس عجلة البقاء، وأن تُدفع هذه المساعدات في سوريا حتى يتحمس النازحون للعودة إلى بلادهم وليس للبقاء، لأن الأعداد تفاقمت كثيرا"، وفق قوله.
يأتي هذا فيما يبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، نحو 880 ألفاً منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.
كما تأتي أزمة النزوح في الوقت الذي لا يزال لبنان يعاني، ومنذ أكثر من 3 أعوام من أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والأدوية.
كان لاجئون سوريون قد تعرّضوا للترحيل من قبل السلطات اللبنانية في أبريل/نيسان 2023، وطالبت منظمة العفو الدولية، لبنان بوقف عمليات الترحيل التي وصفتها بأنها "غير قانونية" للاجئين سوريين، خشية أن يتعرّضوا "لتعذيب أو اضطهاد" من قبل نظام بشار الأسد السوري عند العودة إلى بلادهم.
جاءت دعوة المنظمة بعدما قامت السلطات اللبنانية بترحيل حوالي 50 سورياً إلى بلادهم في أبريل/نيسان 2023، وسط تصاعد المشاعر المعادية للسوريين، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية.
أشارت المنظمة في تقريرها إلى طرد عشرات اللاجئين السوريين الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى لبنان، أو الذين يحملون أوراق إقامة منتهية الصلاحية، بعد مداهمات لمنازلهم قام بها الجيش اللبناني.