قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته السبت، 27 مايو/أيار 2023، إن عزم الرئيس المصري على بناء شبكة طرق حديثة يهدد الأهرامات على حدِّ مزاعم التقرير البريطاني، حيث شُيِّدت 3 طرق سريعة على الأقل في محيط أهرامات الجيزة غرب القاهرة، التي تضم هرم خوفو، الذي يُعد الأثر الوحيد المتبقي من عجائب الدنيا السبع القديمة.
أثارت الطرق الجديدة قلق علماء المصريات وأنصار الحفاظ على البيئة، الذين يقولون إنها سوف تضر بسلامة الهضبة التي تقع فوقها الأهرامات، وتؤدي إلى صبّ الخرسانة فوق مواقع أثرية غير مكتشفة، وتسبب التلوث، وقد تؤدي إلى تآكل الآثار، وتُعرِّض المناطق المغلقة الممتلئة بالكنوز الأثرية لعمليات النهب.
محور طرق في مصر يهدد منطقة الأهرامات
يُعد محور الكابلات أحدث هذه الطرق، إذ يمر عبر شمال المقبرة الواقعة شمال الهرم الأكبر في قرية أبو رواش، بالقرب من أنقاض هرم دجيدف رع. قال فرانك مونييه، المهندس المتخصص في العمارة المصرية القديمة وتقنيات البناء: "الرصيف الأثري لهرم دجيدف رع في أبو رواش دُمِّر وتضرر بطريقة لا يمكن معها إصلاحه بسبب إنشاء طريق جديد".
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصل إلى سدة الحكم بخطط طموحة لتحديث مصر، بما في ذلك بناء عاصمة إدارية جديدة ضخمة في الصحراء شرق القاهرة، وطرق سريعة حول العاصمة المصرية التي تشبه المتاهة.
حيث بُني أول طريق يعبر هضبة الأهرام في 2020، على بُعد حوالي ميل ونصف من الهرم الأكبر. ويعبر الطريق الثاني من مقبرة سقارة، بين هرم زوسر المدرج والهرم الأحمر في دهشور. ويضم كل طريق من هذين الطريقين 8 حارات.
كارثة حضارية في منطقة الأهرامات
قال بسام الشماع، المُحاضر في علم المصريات: "إذا صحّت هذه الخريطة، فإننا نواجه كارثة حضارية. أي نشاط بشري في المواقع الأثرية يؤثر عليها. إننا لا نتحدث فحسب عن خطر يحيط بالآثار المُكتشفة، بل أيضاً بالآثار غير المكتشفة، التي لا تزال تحت الأرض".
في حين تأسست مدينة منف القديمة في عام 3000 قبل الميلاد تقريباً، لتكون أول عاصمة موحدة لمصر. وكانت أهم مدينة في مصر القديمة.
كانت أهرامات هذه المدينة لا يضاهيها أي شيء في العالم القديم، واستمر استخدام معابدها حتى اعتماد المسيحية ديانة للبلاد في القرن الرابع الميلادي، وظلت المقابر القديمة تُستخدم حتى وقت الفتح الإسلامي في القرن السابع ميلادياً.
قال مونييه: "قبل سنوات قليلة، طالبت ببعثةٍ لتهتم أخيراً بهذا الأثر [هرم دجيدف رع] الاستثنائي. أخشى أنه قد فات الأوان".
مشروع قومي لتطوير الطرق في مصر
من جانبه، فقد سبق أن أطلق السيسي المشروع القومي بهدف تطوير شبكة الطرق في مصر، التي تمتد لـ14600 ميل. يضم المشروع 2173 مشروع نقل بتكلفة تصل إلى 49.4 مليار دولار على مدار 10 سنوات.
من جانبهن قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن وزارة الآثار استكشفت الطرق قبل البدء في بنائها، وأوضح: "أجرينا عمليات المسح، ووضعنا المستشعرات، وكل الأمور الضرورية. لم نعثر على أي آثار، وإذا عثرنا عليها ما تركنا الطريق هنا. هل يظن أي شخص أننا سنسمح لأي شيء بأن يضر آثارنا؟ الطريق الجديد بعيد تماماً عن الطريق الصاعد المؤدي إلى هرم دجيدف رع، ولن نسمح بأن يؤثر أي طريق يُبنى على أي آثار".
من جانبه، قال لازار إلوندو أسومو، مدير مركز اليونسكو للتراث العالمي: "خبراؤنا يراقبون عن كثب هذه المواقف لضمان أن مصر تحترم تماماً التزاماتها بوصفها دولة طرفاً في اتفاقية التراث العالمي لحماية مواقع التراث العالمي. يجسد التأثير الذي يُحدثه الضغط الحضري ومشروعات البنية التحتية على التراث الثقافي، تحدياً متكرراً في جميع أنحاء العالم. نأمل أن تعثر السلطات المصرية على حلول ملائمة وتطبقها".