الأمين العام لـ”الجهاد الإسلامي” يكشف السبب الحقيقي وراء استشهاد قادته في غزة.. نفى حدوث اختراق لصفوف الحركة

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/23 الساعة 21:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/24 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
زياد النخالة - مواقع التواصل

كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في حواره مع "حياة واشنطن" الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023 أن استهداف قادة الجهاد في التصعيد الأخير في قطاع غزة لم يكن بسبب اختراق إسرائيلي بقدر ما كان "تهاوناً" من جانب القادة الذين استخدموا هواتفهم النقالة في تحركاتهم؛ ما سهّل على الاحتلال الإسرائيلي رصد أماكنهم؛ ومن ثم قتلهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، أمر مهم وقيمته أنه ترك ظلالاً إيجابية على المنطقة، وأخرجها من حالة التوتر الدائم الذي يعتبر استنزافاً مستمراً لحياة الناس والدول.

كانت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، قد سبق أن أعلنت الأحد 14 مايو/أيار 2023، أن 11 فرداً من قياداتها وعناصرها في قطاع غزة قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال التصعيد العسكري الأخير الذي بدأته إسرائيل ضد القطاع، فيما أعلن الاحتلال أن عدد الصواريخ التي أُطلقت من غزة تجاه الأراضي المحتلة بلغ 1469.

القائد بسرايا القدس طارق عز الدين/مواقع التواصل

اغتيال قادة من حركة الجهاد الإسلامي 

"سرايا القدس" وفي بيان لها، قالت إن قادتها الـ11 "استشهدوا خلال عمليات اغتيال وقصف نفذها الجيش الإسرائيلي"، وذكرت أنها فقدت 6 من كبار قادتها العسكريين، إضافة إلى قائد ميداني وأحد مسؤولي وحدة العمليات، فضلاً عن استهداف 4 عناصر من الوحدة الصاروخية وجهاز أمن "سرايا القدس".

النخالة وفي حواره مع "حياة واشنطن" قال: "أهم شيء في صراعنا مع العدو الصهيوني، هو الشجاعة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني ومقاتلوه، فرغم اختلاف موازين القوى الهائل بيننا وبين إسرائيل لكنهم كل يوم يسجلون حضوراً مميزاً في ميدان المعركة؛ وهذا ما يعطي قيمة جدية للشعب الفلسطيني".

خليل الباهتيني أحد قادة الجهاد الإسلامي الذين اغتالتهم إسرائيل/ رويترز

أضاف كذلك النخالة: "نحن خياراتنا مفهومة وواضحة؛ إما أن نقاتلهم لاستعادة حقوقنا أو نستسلم ونعيش عمالاً وأيادي عاملة وعبيداً عند المشروع الصهيوني، وأنا أعتقد أن شعبنا لا يقبل بهذه المعادلة".

أما بخصوص استهداف قادة الجهاد في قطاع غزة قال النخالة: "أما بالنسبة للشهداء القادة واستهدافهم، فهذا تم بما يملكه العدو من تكنولوجيا ومتابعة، ونحن نمارس أخطاء لصالح العدو، فرغم كل الإجراءات التي يتم اتخاذها من مقاتلينا وقاداتنا وفي حدها الأدنى عدم استخدام خطوط الهاتف في اتصالاتهم، لكن للأسف الإخوة لم يتقيدوا بالتعليمات الواجبة في هذا المجال، لذلك أنا أجزم أنه لا يوجد اختراق وراء استشهاد قاداتنا، ولكن يوجد تهاون بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال".

أضاف النخالة: "للأسف أقول إن إخواننا تهاونوا في تقدير الموقف وكيف أن العدو يراقب هذه الأجهزة، أنا حزين أن أقول إن إخواننا الذين استشهدوا كانت معهم أجهزتهم الخلوية وأنا هنا أقول وأعطي تحذيرات مهمة لكل إخواننا المقاتلين ألا يستخدموا وسائل الاتصال وخاصة أجهزة الهاتف التي تعطي للاحتلال إحداثيات لاستهدافهم؛ فهذه نقطة ضعف قاتلة في صراعنا مع العدو؛ لذلك لا يجب استخدام أجهزة الهاتف بالحد الأدنى في أيام الصراع والاشتباكات". 

أضاف كذلك أن القادة: "لم ينقطعوا عن بيوتهم في الأصل ووجودهم في بيوتهم قبل الاعتداء كان طبيعياً؛ إذ كانت هناك أجواء تهدئة ويبدو أنهم قدروا أن يزوروا عائلاتهم بطريقة سرية، لكن بدون اتخاذ احتياطات أمنية، فالهاتف الجوال أخطر شيء؛ لأنه جاسوس متحرك على من يحمله ويحدد مكانه بدقة، والعدو يلتقط المكالمات وهذه نقطة الضعف. وأقول إنه في بيوتنا وعملنا وفي أي مكان، استخدام الهاتف الجوال هو أخطر شيء في قتالنا ويؤدي إلى اغتيالنا".

سرايا القدس
مقاتلون من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامية – رويترز

ترحيب بتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران

من جهة أخرى، كشف الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة في حواره أن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، "أمر مهم وقيمته أنه ترك ظلالاً إيجابية على المنطقة، وأخرجها من حالة التوتر الدائم الذي يعتبر استنزافاً مستمراً لحياة الناس والدول، وهذا التوتر كان سياسة أمريكية والعدو الصهيوني، في محاولة لخلق عدو آخر للعرب غير الكيان الصهيوني"، على حد قوله. 

قال النخالة في حوار له الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، إن إيران تتصدر الدعم للشعب والمقاومة الفلسطينية، من منطلق أخلاقي، فهم انطلاقاً من موقفهم الإسلامي يدعمون الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن "الاحتلال" يسيطر على نصف الأراضي، والحديث عن المسجد الأقصى الآن، يدور حول تقسيم جغرافي.

ارتفع، السبت، عدد المباني السكنية التي دمّرتها الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بداية جولة التصعيد فجر الثلاثاء الماضي، إلى 17. حيث دمرت المقاتلات الاسرائيلية منزل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. ( Abed Rahim Khatib – وكالة الأناضول )

مضيفاً: "لذلك أنا أريد أن أقول إنه بالسياسة يُمكن أن نقنع العالم، لكن يجب أن نكون أقوياء، ثم بالسياسة تحدث كيفما شئت، لكن إذ كنت لا تملك أي وسيلة قتل ولا تفرض أي معادلة على "العدو الصهيوني".. لماذا "دولة الكيان" تقبل بوقف إطلاق النار مع غزة؟".

كان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية دخل حيز التنفيذ عند الساعة (19.00 بتوقيت غرينتش)، يوم السبت، 13 مايو/أيار 2023 بعد عملية عسكرية تواصلت منذ فجر الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023.

في حين أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد 33 فلسطينياً بينهم 6 أطفال و3 سيدات، فضلاً عن إصابة 147 آخرين بجراح مختلفة.

تحميل المزيد