قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الثلاثاء 23 مايو/أيار 2023، إن صور الأقمار الصناعية كشفت عن تسرب نفطي بطول 250 كم في البحر الأحمر، وأوضح الموقع أن التسرب بدأ على ما يبدو في 19 مايو/أيار، حيث تُبيِّن صور إضافية من القمر الصناعي Sentinel-2 L1C أن النفط انجرف جنوباً من المياه الواقعة قبالة الساحل القريب من الحدود المصرية السودانية.
حيث يقول فيم زويجنينبورج، من منظمة السلام الهولندية Pax، المتخصصة في المناخ والصراعات والبيئة، إن التسرب يبدو أنه يصل إلى حوالي 100 ألف لتر من النفط.
تفاصيل تسرب نفطي في البحر الأحمر
في حين أبلغ موقع Middle East Eye أن البقعة كانت على الأرجح من الوقود الخفيف، وليس من النفط الخام الثقيل، وأنها انتشرت بفعل الرياح. ولا يزال مصدر هذا التسرب غير معروف.
أوضح زويجنينبورج خلال حديثه مع الموقع: "ربما يكون هذا إما تسريباً أو هجوماً ضد ناقلة إيرانية، لكننا لم نشهد أي حوادث انفجار مُبلغ عنها".
من المعروف أن البحر الأحمر منظومة بيئية غنية ومتنوعة بيولوجياً. إذ يضم واحداً من أطول الشعاب المرجانية المتصلة في العالم، التي تتسم بالندرة بسبب تحملها لدرجات الحرارة العالية، والتي يُتوقع لها أن تكون واحداً من آخر النظم الإيكولوجية المرجانية المتبقية في العالم.
البحر الأحمر من أزحم الممرات الملاحية
كذلك يعد البحر الأحمر من أزحم الممرات الملاحية في العالم، إذ إن ما يصل إلى 10% من تجارة العالم تمر عبر مياهه. ليست التسربات النفطية بالشيء الجديد، فقد وقعت في الماضي بسبب الهجمات ضد الناقلات.
جدير بالذكر أنه وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، تسببت الناقلة الإيرانية سابيتي، التي كانت تحمل مليون برميل من النفط الخام، في انتشار التلوث بعد تعرضها لهجوم مزعوم بصواريخٍ قبالة ساحل السعودية.
كذلك تهدد سفينة صافر المتعفنة الراسية قبالة ساحل مدينة الحديدة اليمنية، بوقوع تسرب مدمر منذ التخلي عنها في 2015. تحتوي السفينة المتدهورة على ما يصل إلى 1.14 مليون برميل من النفط الخام، وثمة مخاوف من أن أي تسرب سيؤدي إلى ضرر بيئي بحري بمستوى قد يتجاوز ما حدث في تسرب إيكسون فالديز النفطي عام 1989.
في حين حذر الخبراء من التأثير البيئي الكارثي المحتمل من التفكك الوشيك للسفينة وقد تزامن وصول الناقلة نوتيكا مؤخراً في جيبوتي، التي مُولت عن طريق الحملات الجماعية للأمم المتحدة والتي تستهدف استبدال السفينة صافر، مع التسرب المُكتشف في 19 مايو/أيار. لكن زويجنينبورج يقول إنه من غير المرجح أن تكون هي مصدر هذا التسريب.
أضاف في حديثه مع موقع Middle east Eye: "كان هناك كثير من السفن في البحر الأحمر في ذلك الوقت، ولم نستطع ربط أي منها بالتسريب".