قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأحد 21 مايو/أيار 2023، إنه لا يصح القول بأن تركيا ستقوم بإعادة كافة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشيراً إلى وجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة، بحاجة إلى يد عاملة، وذلك في ردٍ منه على وعود المعارضة بترحيل السوريين من البلاد إذا وصلت للسلطة.
تشاووش أوغلو أشار في مقابلة مع إحدى القنوات الخاصة إلى أن مشكلة الهجرة لا يمكن حلها بخطابات الكراهية أو الوسائل الشعبوية، موضحاً أن بلاده أعادت "550 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم"، مضيفاً: "هذا العدد غير كافٍ، وسيتم إعادة المزيد من اللاجئين إلى بلادهم".
أضاف تشاووش أوغلو: "نحن بحاجة إلى إرسالهم ليس فقط إلى المناطق الآمنة، ولكن أيضاً إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام. لذلك علينا أن نرسلهم إلى المدن التي أتوا منها، ولهذا بدأنا في التواصل مع النظام، وقد اتخذنا قراراً ببناء البنية التحتية لهذه الخطوة".
كما بيّن الوزير التركي أنهم سيعملون على خارطة طريق لتوفير العودة الآمنة للاجئين وإعداد البنية التحتية، مضيفاً: "سيعودون، نحن مصممون على إعادتهم، لكن يجب أن نفعل ذلك بطريقة تليق بالكرامة الإنسانية".
كما لفت إلى أن إحياء العملية السياسية ومكافحة الإرهاب وتطهير سوريا من الإرهاب وعودة اللاجئين بأمان إلى بلادهم، أمور مترابطة، وقال إن الأكراد السوريين في تركيا لا يريدون العودة إلى حيث يوجد الإرهاب، وأنهم يتعرضون لاضطهاد تنظيم "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) المصنف على لوائح الإرهاب لدى تركيا.
كما شدد تشاووش أوغلو على ضرورة إعداد البنية التحتية وضمان سلامة الأرواح ومشاركة الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي لمسألة العودة الآمنة للاجئين السوريين.
أوضح الوزير: "توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تركيا بسبب الحرب الداخلية في بلادهم، وكذلك من أفغانستان، وقمنا بإعادة أعداد كبيرة من الأفغان إلى بلادهم حتى بعد وصول طالبان إلى الحكم"، مشيراً إلى أن بلاده اتخذت التدابير اللازمة على حدودها مع سوريا وإيران.
المعارضة تستهدف اللاجئين السوريين
تأتي تصريحات تشاووش أوغلو فيما صعدّت أحزاب المعارضة التركية في خطابها ضد اللاجئين السوريين قبل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي ستجري يوم 28 مايو/أيار 2023.
مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليجدار أوغلو، كان اتهم الأسبوع الماضي أردوغان بأنه سمح لـ"10 ملايين" مهاجر بدخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، دون أن يورد دليلاً على ذلك.
كما زعم كليجدار أوغلو أن عدد اللاجئين السوريين في البلاد وصل إلى 10 ملايين، في وقت تقول فيه الأرقام الرسمية، إن البلاد تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم يبلغ نحو 4 ملايين.
وقال كليجدار أوغلو في مقطع فيديو: "لن نترك الوطن لمن لا يحرك ساكناً في مواجهة تدفق اللاجئين، على أمل كسب الأصوات من الخارج"، وهاجم اللاجئين أيضاً بقوله: "لن نترك وطننا لمن ينظر إلى النساء على أنهن سلع تُشترى لتصبح لهم، لأولئك الذين يربطون النساء مثل الخنازير، ولأولئك الذين يتحرشون بصغارنا وأولادنا"، على حد تعبيره.
من جانبها، هاجمت رئيسة حزب "الجيد" المعارض في تركيا، ميرال أكشنار، السبت، 20 مايو/أيار 2023، اللاجئين والمهاجرين، وقالت: "انتخابات الجولة الثانية هي اختيار بين من يستقبلون المهاجرين تحت مسمى الأنصار، وبين من يدركون أن حدود البلاد بمثابة عِرض يجب حمايته".
أضافت أن "انتخابات الجولة الثانية هي اختيار بين من يتجنبون ترحيل السوريين، وبين من يخططون لترحيلهم خلال عامين"، في إشارة إلى الوعد الذي تعهد به كليجدار أوغلو في وقت سابق بإرسال اللاجئين السوريين لبلدهم خلال عامين من استلامه السلطة، قبل أن يعود ويعلن أنه سيُرحلهم فور وصوله للسلطة.
يُذكر أنه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حصل أردوغان على 49.5% من الأصوات، فيما حصل كليجدار أوغلو على 44.8%، وحلّ ثالثاً سنان أوغان بحصوله على 5.1%.