قال أربعة شهود إن القوات الروسية عززت في الأسابيع الأخيرة مواقعها الدفاعية بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية وما حولها بجنوب البلاد، وذلك قبل هجوم مضاد متوقع في المنطقة. في الوقت نفسه كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة 19 مايو/أيار 2023، أن الرئيس جو بايدن أبلغ حلفاءه الرئيسيين بدعم الولايات المتحدة لمبادرة دولية لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات "إف 16".
في حين أن لدى القوات الروسية مواقع لإطلاق النار فوق بعض مباني المحطة النووية منذ أشهر. ونُصبت الشباك فيما يحتمل أنه عائق أمام الطائرات المسيرة والإجراءات التي تحدث عنها موظفان أوكرانيان في المحطة واثنان آخران من سكان مدينة إنيرهودار، تبرز المخاطر التي تشكلها الحرب على أمن المنشأة. وطلبت المصادر عدم نشر هويتها؛ خوفاً على سلامتهم في مدينة خاضعة للحكم الروسي.
اقرأ أيضاً
روسيا تحذّر من أي هجوم أوكراني على محطة زابوريجيا
من جانبها قالت الشركة الروسية التي تشغل المحطة، إن أي تحرك عسكري محتمل من أوكرانيا يشكل تهديداً على السلامة النووية، وإن معدات المحطة تخضع للصيانة كما يلزم. ولم ترد وكالة المخابرات الحربية الأوكرانية ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.
في المقابل تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوجود والنشاط العسكريين في تزايد بالمنطقة، وهو ما يبرز الحاجة إلى تحرك عاجل. وتحذّر الوكالة منذ أشهر، من خطر وقوع حادثة كبيرة في المحطة.
من جهة أخرى قال أربعة دبلوماسيين لـ"رويترز"، إن الوكالة تعتزم طرح اتفاق بين روسيا وأوكرانيا على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، بهدف حماية المنشأة.
اقرأ أيضاً
أوكرانيا تصد هجوماً روسيّاً
في سياق متصل قالت أوكرانيا، الجمعة، إنها صدت هجمات شنتها قوات روسية في محاولة لاستعادة أراضٍ فقدتها حول مدينة باخموت التي أصابها الدمار في شرق البلاد، حيث تقول كييف إنها تسببت في خسائر فادحة بصفوف الروس.
من جانبه قال يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر الروسية العسكرية الخاصة الذي يقود الهجوم على المدينة، في رسالة على تليغرام، إن "معارك دامية وعنيفة" تدور رحاها وإن رجاله أوشكوا على الاستيلاء على باخموت نفسها. لكنه قدم سابقاً تقييمات عسكرية مفرطة في التفاؤل، ولم تتمكن رويترز من التحقق من روايته.
في حين قالت وحدة قذائف مورتر أوكرانية قرب المدينة لـ"رويترز"، إنها تقدمت هذا الأسبوع لكنها تواجه نيراناً كثيفة من القوات الروسية التي يبدو أنها تتمتع بكثرة عددية في القوة البشرية وضخامة في مخزون الذخيرة. وقال جندي يحمل شارة بها اسم ميدفيد التي تعني "دب" باللغة الأوكرانية: "النيران كانت مكثفةً هذا الأسبوع. تقدمت قواتنا قليلاً وتوقفت بالقرب من القناة. من الصعب إخراجهم (الروس) من هناك". وقالت قوات الوحدة إنها تطلق نحو 100 قذيفة مورتر يومياً على مواقع روسية.
اقتراب فاغنر من السيطرة على باخموت
من جهتها تقول أوكرانيا إنها أحرزت تقدماً طفيفاً هذا الأسبوع بأطراف المدينة في منطقة دونباس الصناعية حتى مع اقتراب قوات فاغنر الروسية من السيطرة على المدينة نفسها.
فيما قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، إن القوات الروسية حققت بعض المكاسب داخل المدينة نفسها في قتال شرس لكنها لم تسيطر عليها. وأوضحت في رسالة على تليغرام: "تتواصل معارك شديدة الضراوة في منطقة باخموت. العدو لا يستطيع الانتصار بالجودة لذا يحاول بالكم". وقالت إن روسيا عززت عدد قواتها وكميات الذخيرة.
أضافت: "معدل تقدم قواتنا في ضواحي باخموت انخفض إلى حد ما. وفي الوقت نفسه، لا يستطيع العدو استعادة المواقع التي فقدها. جنودنا يصدون جميع هجمات العدو في هذه المنطقة".
من جانبها تعتبر موسكو هجومها على باخموت جزءاً مهماً من حملة للاستيلاء على بقية منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا.
أمريكا تدرب الجيش الأوكراني
في حين كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، أن الرئيس جو بايدن أبلغ حلفاءه الرئيسيين بدعم الولايات المتحدة لمبادرة دولية لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات "إف 16".
حيث نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تسمهم، قولهم إن الموافقة على تدريب القوات الأوكرانية على المقاتلات تأتي "وسط مساعي كييف الدبلوماسية (للحصول على) المقاتلات قبل هجوم مضاد كبير".
قالت المصادر إن المناقشات بشأن هذه التدريبات "ستجري في الأشهر المقبلة، لتحديد طريقة تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة". وأضاف المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، أنه من المتوقع أن تستمر عملية التدريب "لعدة أشهر، وستتم في أوروبا".
في حين أوضحوا أن الدول التي تقدم التدريب "ستحدد بشكل جماعي في الأشهر المقبلة" كيفية توفير مقاتلات "إف 16" لأوكرانيا.
وبينما لم يصدر تأكيد رسمي قاطع بشأن أي موافقة أمريكية بشأن تدريب القوات الأوكرانية على مقاتلات "إف 16″، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدعم واشنطن لكييف.
حيث كتب على تويتر: "أرحب بقرار الولايات المتحدة التاريخي والرئيس الأمريكي بدعم تحالف دولي لتسليم مقاتلات"، مضيفاً أن هذا الموقف "يعزز بشكل كبيرٍ قدرة جيشنا في الجو". ولفت إلى أنه يعتزم "بحث التطبيق العملي لهذا القرار في قمة مجموعة السبع" في هيروشيما اليابانية.
من جهة أخرى لم توافق الولايات المتحدة بداية على تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف 16″، بذريعة أنها ليست ضرورية في المرحلة الحالية من الصراع مع روسيا.