انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 19 مايو/أيار 2023، المعارضة في البلاد، لعزمها الانسحاب من الممرات الأمنية التي أقامتها أنقرة، من أجل حماية حدودها مع سوريا من التنظيمات المصنفة على لوائح الإرهاب في تركيا، مشيراً إلى عزم أنقرة إبقاء قواتها هناك.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال فعالية بمركز الخليج للمؤتمرات بمدينة إسطنبول، وقال فيها: "ماذا قال هؤلاء (المعارضة)؟ قالوا سنهدم، ماذا سيهدمون؟ الآثار التي قدمناها لبلدنا وأمتنا. قالوا سننسحب، من أين سينسحبون؟ من الممرات الأمنية التي أقامتها تركيا لحماية حدودها من التنظيمات الإرهابية، لا شرطتنا ولا دركنا ولا جنودنا سيعطونكم هذه الفرصة بإذن الله".
في سياق متصل، علّق أردوغان في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة "سي إن إن إنترناشيونال"، حول شرط نظام الأسد بسحب تركيا لقواتها من شمالي سوريا، مقابل لقاء الأسد وأردوغان، وقال: "لدينا حدود (مع سوريا) طولها أكثر من 900 كيلومتر، وثمة تهديد دائم من الإرهاب عبر هذه الحدود نحو بلدي، وإذا كنا نُبقي على وجود قواتنا هناك فسببه الوحيد هو محاربة الإرهاب".
أشار أردوغان إلى أن بلاده لا تفكر في انسحاب القوات التركية من سوريا، وقال: "لا نفكر في ذلك، لأن التهديد الإرهابي متواصل".
كانت القوات التركية قد نفذت بالتعاون مع "الجيش الوطني السوري" (الذي يضم فصائل من المعارضة) عدة عمليات شمالي سوريا، ضد تنظيمي "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووحدات "حماية الشعب" الكردية (واي بي جي)، ذراع حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لوائح الإرهاب.
من خلال هذه العمليات العسكرية طردت القوات التركية و"الجيش الوطني السوري" مسلحين مصنفين على لوائح الإرهاب، من آلاف الكيلومترات في شمالي سوريا، وأتاحت الفرصة لآلاف السوريين لعودة آمنة إلى مناطقهم.
كان رئيس "حزب الشعب الجمهوري" المعارض في تركيا، وهو مرشح "تحالف الأمة" للرئاسة، كمال كليجدار أوغلو، قد قال في تصريح سابق لوكالة رويترز، إنهم سيعيدون العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في حال وصولهم إلى السلطة.
كما تعهد بالعمل على إعادة ملايين اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم، حيث اعتبر خبراء أن تلك التصريحات تعني انسحاب تركيا من المناطق الآمنة التي أقامتها شمالي سوريا.
كان مسؤولون من نظام بشار الأسد، وتركيا قد عقدوا عدة لقاءات، منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، وفي وقت سابق نفى مسؤول تركي بارز أن تكون بلاده قد ناقشت مع نظام الأسد فكرة سحب قواتها من سوريا، خلال جولة محادثات جمعت وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات من إيران وروسيا وتركيا ونظام الأسد، في موسكو، يوم الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023.
هذا النفي جاء بعدما قال وزير الدفاع بنظام الأسد، علي محمود عباس، إن المحادثات ناقشت انسحاب القوات التركية من سوريا، وفتح الطريق السريع الاستراتيجي المعروف بـ"إم4″، ما سيمهد الطريق أمام إنعاش التجارة السورية مع الدول المجاورة.
كان المسؤولون بنظام الأسد قد قالوا مراراً إن أي خطوةٍ نحو تطبيع العلاقات بين نظام الأسد وأنقرة، لن تأتي إلا بعد موافقة تركيا على سحب الآلاف من جنودها المتمركزين في منطقة شمال غربي البلاد، والخاضعة لسيطرة المعارضة.