دول عربية وإسلامية تدين اقتحامات مسؤولين إسرائيليين للأقصى.. وصفوها بـ”الاستفزازية” وحذّروا من التصعيد

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/18 الساعة 21:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/18 الساعة 22:17 بتوقيت غرينتش
مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى / الأناضول

أدانت دول عربية وإسلامية اقتحاماً واسعاً لباحات المسجد الأقصى نفذه مسؤولون حكوميون وبرلمانيون إسرائيليون إلى جانب مستوطنين، الخميس 18 مايو/أيار 2023، قبل ساعات من انطلاق "مسيرة الأعلام" التي جابت أزقة البلدة القديمة وباب العامود.   

حيث أدانت مصر اقتحام مسؤولين حكوميين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى، وفق بيان لوزارة خارجية المصرية نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك. 

بحسب الوزارة، "أدانت مصر اقتحام عدد من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين الإسرائيليين ومجموعات من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى في إطار ما يسمى بمسيرة الأعلام".

كما "أدانت ما صاحب ذلك من أعمال استفزازية وممارسات تهدف إلى التضييق على المصلين واستثارة مشاعر عموم الشعب الفلسطيني".

فيما حذّرت مصر في بيانها، من "ما يمثله ذلك من تصعيد غير مسؤول يؤجج المشاعر ويزيد من التوتر والاحتقان القائم في الأراضي المحتلة".

وطالبت "بضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، والذي يعد فيه المسجد الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً". 

وتتبع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لوزارة الأوقاف الأردنية، وهي المسؤولة عن إدارة شؤون الأقصى.

وشددت الخارجية المصرية على أن "القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في يونيو/حزيران 1967، مخالفة لقواعد القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية التي لا تعترف بضم الأراضي بالقوة".

فيما أدانت قطر بشدةٍ اقتحام عدد من المسؤولين والبرلمانيين الإسرائيليين المسجد الأقصى، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وقال البيان: "تدين دولة قطر بأشد العبارات اقتحام وزير إسرائيلي وبرلمانيين ومستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، ضمن ما يسمى بمسيرة الأعلام".

كما اعتبرت الخارجية ذلك "انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس"، محذرةً من "السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضافت أن "محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم".

وتابعت: "نحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية العنف الذي سوف ينتج عن السياسة التصعيدية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية".

كما حثت الخارجية القطرية المجتمع الدولي على "التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات".

وأكدت "موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك الحقُّ الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية بشدةٍ اقتحام متطرفين يهودٍ المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

وقالت الوزارة في بيان: "ندين بشدةٍ انتهاك الجماعات اليهودية المتطرفة للوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف مرة أخرى، واقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية ومحاولة العبادة في هذه المنطقة".

وجددت الخارجية التركية دعوتها الحكومة الإسرائيلية إلى عدم السماح بمثل هذه الأعمال الاستفزازية، واتخاذ الإجراءات اللازمة دون تأخير لحماية الوضع الراهن في الأماكن المقدسة.

فيما أدانت الإمارات "بشدةٍ" اقتحام أعضاء في الحكومة الإسرائيلية والكنيست ومتطرفين المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة، وفق بيان لوزارة الخارجية.

وقالت الخارجية في البيان الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية: "نؤكد موقف الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".

وفق البيان، دعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى "وقف التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات من شأنها أن تفاقم التوتر"، مؤكدةً "رفض الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد".

وشددت الوزارة على "أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى".

وأكدت الخارجية الإماراتية "دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وكانت إسرائيل والإمارات أعلنتا تطبيع العلاقات في العام 2020، ومنذ ذلك الحين نمت العلاقات بشكل متسارع بين الجانبين في جميع المجالات.

استنكار فلسطيني

يأتي هذا بعد أن أدانت الرئاسة الفلسطينية مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، واعتبرتها عملاً استفزازياً وتصعيداً مرفوضاً.

جاء ذلك في بيان صحفي أصدره متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، قال فيه إن "ما يسمى بمسيرة الأعلام الإسرائيلية هي استفزازات وأعمال تصعيد مرفوضة".

وأكد أبو ردينة أن "هذه الأعمال لا تعطي شرعية لأحد، لأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والحق، وهو من يمنح الشرعية في القدس وليس إسرائيل أو أمريكا".

وأضاف أن "القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، والشعب الفلسطيني هو صاحب الشرعية والحق التاريخي فيها".

وحمَّل متحدث الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتداعياته"، معتبراً أنه "سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".

وأردف: "جميع قرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 2334، أعلنت وبشكل لا يقبل التأويل أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المحتلة عام 1967".

وتابع أبو ردينة: "موقف الإدارة الأمريكية الصامت تجاه الاعتداءات الإسرائيلية شجَّع سلطات الاحتلال على تماديها في اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".

وأشاد "بصمود أبناء الشعب الفلسطيني ودفاعهم عن أرضهم ومقدساتهم رغم كل إجراءات الاحتلال، متمسكين بحقهم الشرعي في الدفاع عن عاصمتهم الأبدية القدس".

تشهد القدس توتراً شديداً إثر سماح الحكومة الإسرائيلية لـ"مسيرة الأعلام" التي شارك فيها أعضاء بالحكومة والكنيست، بالمرور من باب العامود والحي الإسلامي في البلدة القديمة، وسط هتافات مسيئة ومعادية ضد الفلسطينيين والعرب.

ونظم مستوطنون في البلدة القديمة وعند باب العامود رقصات مع التلويح بالأعلام الإسرائيلية، ونفذوا اعتداءات على الفلسطينيين، بحسب شهود عيان لـ"الأناضول".

وفي وقت سابقٍ الخميس، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

تتزامن اقتحامات اليوم مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الـ56 لاحتلالها القدس الشرقية، وفق التقويم العبري.

ووصل آلاف الإسرائيليين إلى باب العامود بمدينة القدس، الخميس، للمشاركة في مسيرة الأعلام التي تنظم سنويًا، وذلك بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست (البرلمان).

وقال شهود عيان للأناضول، إن وزراء إسرائيليين بينهم المتطرفان إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي)، وبتساليل سموتريتش (وزير المالية) شاركا في مسيرة الأعلام التي انطلقت من القدس الغربية.

كما شارك وزير الطاقة يسرائيل كاتس في المسيرة، إضافة إلى أعضاء كنيست ومسؤولين آخرين بينهم رئيس لجنة الأمن والخارجية يولي إدلشتاين، وفق الشهود.

واعتدى المستوطنون المشاركون في المسيرة بالحجارة على الفلسطينيين والطواقم الصحفية قرب باب العامود بالقدس، ويتخلل المسيرة إطلاق شعارات عنصرية بينها "الموت للعرب"، مع طرق شديد على أبواب المنازل والمحال التجارية في البلدة القديمة.

كانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت نشر 3200 من عناصرها لتأمين المسيرة التي تتزامن مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، وفقا للتقويم العبري.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس الشرقية وطمس هويتها الإسلامية والعربية، فيما يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمّها إليها في 1981.

تحميل المزيد