قال محللون إن أوكرانيا تستخدم صواريخ وهمية من الولايات المتحدة لتشتيت انتباه رادارات الدفاع الجوي الروسية، حيث أثارت صور شظايا الصواريخ "مالد" تخمينات بأن أمريكا تشحن بعضاً من أكثر أسلحتها تطوراً إلى أوكرانيا بكميات أكبر مما أعلنت من قبل، وفق ما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الأحد 14 مايو/أيار 2023.
إذ تستعين أوكرانيا بـ"صواريخ وهمية" من طراز "إيه دي إم 160 مالد" ADM-160 المصغرة التي تطلق من الجو، لمساعدة صواريخ كروز البريطانية من طراز "ستورم شادو" Storm Shadow، التي تسلمتها أوكرانيا حديثاً، في تجنب منظومات الدفاع الجوي، وضرب أهدافها. ويُذكر أن صواريخ مالد الخداعية لا تحمل حمولة متفجرة.
في هذا السياق، قال حساب OSINTtechnical على موقع تويتر، وهو حساب يتتبع استخدام الأسلحة في الحرب بأوكرانيا: "(الأرجح) أنه قد عُثر على هذا الصاروخ من صواريخ الأشراك الخداعية الأوكرانية (إيه دي إم 160 بي مالد) في منطقة لوغانسك أوبلاست". و"هي صواريخ عالية القدرات، يصل مداها إلى أكثر من 925 كيلومتراً، بالإضافة إلى قدرات التسكع".
بينما نشرت وسائل الإعلام الروسية صوراً للشظايا، بعد ساعات من إصابة صاروخين بريطانيين على الأقل من طراز (ستورم شادو) أهدافاً روسية على بعد نحو 130 كيلومتراً خلف خط المواجهة.
فيما ضاعفت الصواريخ بعيدة المدى مدى القوة النارية الأوكرانية بأكثر من 3 أضعاف مداها السابق، لتصل إلى نحو 289 كيلومتراً، وقد أصبحت بذلك لديها القدرة على ضرب أي هدف داخل أراضيها، ويشمل ذلك أراضي شبه جزيرة القرم المحتلة.
صواريخ وهمية للتغطية على صواريخ بريطانية
كما قال محللون إن صواريخ "ستورم شادو" البريطانية -بالتعاون مع صواريخ مالد الدفاعية (صواريخ وهمية)- يُتوقع أن تحدث تدميراً كبيراً في الأهداف الروسية.
كان وزير الدفاع البريطاني بن والاس أكد، يوم الخميس 11 مايو/أيار، أن بريطانيا أرسلت صواريخ ستورم شادو إلى أوكرانيا لدعمها في هجومها المضاد المتوقع.
كما أوضح باولو دياز، رئيس تحرير موقع Aviacionline المتخصص في شؤون الطيران العسكري، أن الدول الغربية ابتكرت صواريخ وهمية "مالد" لاختراق أنظمة الدفاع الجوي "القوية الموجهة بالرادار"، بعد حرب الخليج عام 1991. وقال: "نشر هذه الصواريخ يقدم ميزة كبيرة للمشغِّل، ويبرهن على أهميتها في الديناميكيات المعقدة للحروب الحديثة".
من جهة أخرى، تنتج شركة "رايثيون" Raytheon الأمريكية صواريخ وهمية "مالد" التي لا تحمل رؤوساً حربية، وتحمِّلها بدلاً من ذلك بأنظمة إلكترونية متطورة تُتيح لها تقليد الطائرات أو الصواريخ في تحليقها.
وتأتي هذه الصواريخ صغيرة الحجم عن قصد، إذ تزن نحو 45 كجم فقط، بحيث يمكن لطائرة حربية واحدة إطلاق صواريخ مجموعة من هذه الصواريخ على هيئة "سرب".
في مقطع فيديو ترويجي، أوضحت شركة رايثيون أن صواريخ مالد الخداعية تُطلقها الصواريخ التقليدية أو الطائرات الحربية للتشويش على أنظمة الدفاع الجوي وكشفها، وهي تستنزف أنظمة الدفاع الجوي بالتسكع، وتشتيت انتباهها عن الهدف الحقيقي.
حيث قال شريط الفيديو الترويجي لشركة رايثيون: "على الرغم من مخاطر الدفاعات الجوية المتقدمة، فقد أصبحت الطائرات الهجومية [والصواريخ] -التي كانت معرضة لخطر الإسقاط والاستهداف من قبل- قادرة الآن على القيام بالعمليات الهجومية والإفلات من منظومات الدفاع دون عقاب". وأشارت مواقع عسكرية إلى أن صواريخ مالد الخداعية لم تدخل إلى ترسانة الجيش الأمريكي إلا في عام 2014.