قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفجيني بريغوجين، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، إن البيانات الأولية أفادت بأن قواته بدأت تتلقى الذخيرة التي تحتاجها لمواصلة زحفها للسيطرة على مدينة باخموت المحاصرة منذ فترة طويلة بشرق أوكرانيا.
لكن بريغوجين أوضح في رسالة صوتية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي: "وفقاً للبيانات الأولية، بدأنا نتلقى الذخيرة. لم نرها (بعد) في الممارسة العملية"، مشيراً إلى أن المجموعات "تقدمت اليوم لمسافةٍ أقصاها 130 متراً… القتال العنيف مستمر لكن المجموعات تواصل التقدم".
أضاف أن وجود القوات الأوكرانية محصور في منطقة تقارب مساحتها 2.36 كيلومتر مربع في البلدة.
وتتعرض باخموت للهجوم الروسي منذ أكثر من تسعة أشهر، حيث تقود فاغنر محاولات متكررة للتقدم في المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب.
في حين تعهد القادة الأوكرانيون بالاحتفاظ بالسيطرة على المدينة على الرغم من حملة روسية لانتزاعها قبل أو خلال عطلة يوم النصر الذي تحتفل به روسيا، الثلاثاء 9 مايو/أيار، بمناسبة ذكرى هزيمة ألمانيا النازية.
خلاف بين فاغنر والجيش
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من خلاف حاد بين قائد فاغنر وقادة الجيش الروسي، حيث اتهمهم بالمسؤولية عن مقتل العشرات من قواته؛ لأنهم لم يرسلوا لهم الدعم والإمدادات اللازمة من موسكو.
وظهر بريغوجين في مقطع فيديو، الخميس 4 مايو/أيار، وقف فيه أمام جثث العشرات ممن زعم أنهم مقاتلون من مجموعته قُتلوا في الحرب الروسية مع أوكرانيا، وأخذ يهاجم القيادة العسكرية الروسية بسيلٍ من الشتائم.
بريغوجين قال حينها في مقطع الفيديو، الذي نُشر على تطبيق تليغرام: نحن "ينقصنا 70% من احتياجاتنا من الذخيرة!"، ثم سلط كشافاً صغيراً على الجثث الموضوعة في الهواء الطلق بالقرب من الجبهات الأمامية للقتال على ما يبدو، وادعى أن هؤلاء القتلى إنما هم ضحايا يوم واحد فقط من القتال.
واحتج بريغوجين في مقطع الفيديو: "شويغو، غيراسيموف، أين… الذخيرة؟" منادياً سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي، وفاليري غيراسيموف رئيس أركان القوات المسلحة الروسية. وتابع مشيراً إلى الجثث خلفه: "دماؤهم لم تبرد بعد"، وقد "جاؤوا إلى هنا متطوعين، وهم مع ذلك يموتون حتى تتمكنوا أنتم من الرقود مثل القطط السمينة في مكاتبكم الفاخرة".
وصرخ قائد المرتزقة الروسي: "إنهم آباء لديهم أبناء، وأبناء لهم آباء. وأنتم أيها الحثالة لا تُعطوننا ما نحتاج إليه من الذخيرة. يا كلاب، سيأكلون أمعاءكم في الجحيم!".
وقبل ذلك، هدد رئيس فاغنر بسحب جزء من مسلحيه من جبهة باخموت شرقي أوكرانيا، في حال عدم تسليم الجيش الروسي الذخيرة اللازمة، في الوقت الذي تواجه فيه الميليشيا خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد، كما أنها تعاني نقصاً في المقاتلين، ومشكلات لوجستية وأزمات في سلاسل الإمداد.