سلاح روسي قد يجبر أوكرانيا على تعديل خططها.. قصة “القنابل الانزلاقية” التي تربك كييف

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/08 الساعة 11:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/08 الساعة 11:27 بتوقيت غرينتش
جنود من القوات الروسية - رويترز

أدخلت روسيا تعديلاً على سلاحها المسمى بـ"القنابل الانزلاقية" من أجل زيادة نطاقها، واستخدامها لضرب أهداف في أوكرانيا، ما يؤكد التقارير التي تتحدث عن أن القوات الروسية تتكيف مع نفاد صواريخ كروز لديها، وفشلها في السيطرة على السماء الأوكرانية، وبات هذا السلاح يفرض تحديات على القوات الأوكرانية، لا سيما أن الرادارات لا يمكنها اكتشافه.

صحيفة The Telegraph البريطانية قالت، الأحد 7 مايو/أيار 2023، إن روسيا عمدت إلى تزويد هذه القنابل الانزلاقية بـ"أجنحة" لزيادة نطاقها، وهي تحلّق على ارتفاع منخفض يجنّبها بعض الدفاعات الجوية التي يتحكم فيها الرادار.

كانت "القنابل الانزلاقية" الروسية قد تصدرت عناوين الصحف، حين ألقت طائرة مقاتلة بطريق الخطأ، قنبلة من هذه القنابل على مدينة بيلغورود الحدودية الروسية، أدت إلى إلحاق أضرار بالمباني وإصابة 3 أشخاص على الأقل.

الكولونيل يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، قال في تصريح للصحيفة البريطانية، إن هذه القنابل تشكل "تهديداً خطيراً جداً"، ذلك أن النطاق الإضافي الذي توفّره أجنحة هذه القنابل يجنّب الطائرات الروسية الطلعات الجوية المحفوفة بالمخاطر بالقرب من الخطوط الأمامية لإطلاق الذخيرة.

أوضح إهنات أن "القنابل الانزلاقية" هي سلاح قديم موجود منذ سنوات، وقال إن القوات الروسية "لم تبدأ باستخدامها بشكل مكثف إلا الشهر الماضي".

يُقدر المسؤولون الأوكرانيون أن القوات الروسية تطلق ما لا يقل عن 20 قنبلة انزلاقية يومياً في ساحة المعركة، وفيما ينتظر العالم هجوم أوكرانيا المضاد، بدأ المحللون الأوكرانيون والغربيون يشيرون إلى أن استخدام هذا السلاح قد يجبر كييف على تغيير خطتها في اللحظة الأخيرة، بحسب The Telegraph.

القنابل الانزلاقية التي تستخدمها روسيا في حربها على أوكرانيا – تلغراف

هذه القنابل المجنحة هي أرخص وأسهل في إنتاجها من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأصبحت السلاح المفضل لروسيا في ظل ما يقال عن نفاد ذخيرتها من الصواريخ الدقيقة المتقدمة.

تختلف مواصفات "القنابل الانزلاقية" وإمكانيات كل قنبلة -معدّلة أو مُصنَّعة- اختلافاً جذرياً؛ إذ يُقال إن بعض القنابل يبلغ نطاقها 75 ميلاً (120 كم)، وقادرة على إصابة هدف ضمن دائرة نصف قطرها 10 أمتار.

لكن يُعتقد أن القنابل الانزلاقية التي تستخدمها روسيا يتراوح مداها بين 30 ميلاً (48 كم) و45 ميلاً (72 كم).

تقول الصحيفة البريطانية، إنه بغض النظر عن كفاءة هذه القنابل، فهي تمنح الطيارين الروس المقاتلين القدرة على استخدام القوة الجوية بشكل فعال، لدعم العمليات البرية بالطريقة التي وجدوا صعوبة في تحقيقها سابقاً.

بدورهم، يقول خبراء عسكريون غربيون إن الرادار لا ينجح في رصد القنابل الانزلاقية مثل الصواريخ التقليدية بعيدة المدى، وهذا يزيد من صعوبة تعقبها على أوكرانيا، فالرادارات لا تلتقط دائماً الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض، لذا فإن الحجم الصغير لهذه "القنابل الانزلاقية" يزيد من صعوبة رصدها على الرادار.

كذلك فإن تقنيات التشويش الإلكتروني والمضادة للرادار التي ينشرها الروس تعني أن فرصة قوات كييف في استهداف القنابل أثناء كشفها محدودة، وهذه الهجمات تثير أيضاً تساؤلات في كييف عما إن كان ينبغي نقل أنظمة الدفاع الجوي بعيداً عن المراكز السكانية لدعم الهجوم المضاد القادم.

قد يكون أحد الحلول هو مهاجمة القنابل الانزلاقية بصواريخ باتريوت أو أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الأخرى، إلا أن هذه الصواريخ ثمينة، ومن الضروري إبعادها عن خط المواجهة حتى لا تكون عرضة للضربات الروسية.

يرى الكولونيل إهنات أن أفضل حل هو الطائرات المقاتلة الغربية الحديثة، والمزودة برادارات وصواريخ جو-جو أطول مدى من طائرات سوخوي Su-27 وميغ-29 العتيقة التي تعتمد عليها أوكرانيا حالياً.

يعتقد الكولونيل أن "واحدة أو اثنتين فقط من الطائرات ستكون كافيتين لردع الروس"، إلا أن توفير هذه المقاتلات الغربية لا يزال بعيد المنال.

هذا التحدي الذي تفرضه "القنابل الانزلاقية"، سيدفع كييف للتخطيط لهجومها بطريقة تخفف تأثير القنابل الانزلاقية الروسية.

تقول الصحيفة البريطانية، إنه في النهاية فهذه القنابل الانزلاقية التي تستخدمها القوات الروسية ليست الحل السحري، ودورها سيكون محدوداً في الهجوم القادم، إذا تمكنت كييف من الحفاظ على دفاعاتها الجوية على خط المواجهة.

تحميل المزيد