قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في تصريح لقناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، إن المفاوضات الجارية في السعودية مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية "لن تجدي نفعاً بدون وقف إطلاق النار"، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أطراف سودانية دعمها المحادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مدينة جدة السعودية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
أضاف البرهان قائلاً إنه يمكن بحث تسوية الصراع بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الخرطوم، محذراً من أن الحرب ستنتشر إلى باقي أنحاء البلاد إذا حدث تصدع في العاصمة. وقال إن الأزمة مع متمردي الدعم السريع قديمة، لافتاً إلى أن "الدعم السريع" التي يسيطر عليها محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم تريد ابتلاع السودان بجملته بواسطة القوة العسكرية، بعدما عجزت عن تحقيق ذلك بالطرق السلمية أو المساومات.
البرهان يهاجم قوات الدعم السريع
أضاف "البرهان"، في حوار خاص مع قناة "القاهرة الإخبارية"، الإثنين، أن "الدعم السريع" تسعى لتحقيق أهدافها بدافع الأطماع الشخصية فقط ولا تهتم بمصلحة الشعب السوداني.
أوضح أن الجيش السوداني في بداية الأمر كان يعتبر "الدعم السريع" قوة حليفة وتساند القوات المسلحة، وأن كل ما تملكه من أسلحة يعود للقوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى أن الاعتماد عليهم في دعم مؤسسات الدولة كان مبدأ عاماً. وتابع أن ما قاموا به من غدر يعتبر طعنة سددوها للشعب السوداني ككل وليس للقوات المسلحة السودانية فقط، ما تسبب في كل تلك الأزمات التي تعيشها البلاد الآن.
أطراف سودانية تدعم المفاوضات
في سياق متصل أعلنت أطراف سودانية، الإثنين، دعمها المحادثات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مدينة جدة السعودية، بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. جاء ذلك في بيانين صادرين عن قوى "الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)"، و"الجبهة الثورية"، مع تواصل محادثات جدة لليوم الثالث، وفق إعلان سعودي الإثنين.
أكدت قوى "الحرية والتغيير" في بيانها، أنها "تدعم المباحثات المشتركة بين طرفيها في مدينة جدة السعودية وفق المبادرة السعودية الأمريكية وصولاً لوقف لإطلاق النار وحل القضايا الخلافية عبر حل سياسي شامل".
فيما شددت "الجبهة الثورية" في بيان، على أنها "تشيد بمواقف ممثلي طرفي النزاع -القوات المسلحة وقوات الدعم السريع- بمفاوضات جدة من حيث إقرارهما بتحمُّل مسؤولية رفع المعاناة عن كاهل المواطنين باتخاذ الإجراءات والترتيبات الأمنية اللازمة".
كما دعت "الجبهة الثورية" التي تضم حركات مسلحة، الطرفين إلى "الالتزام الصارم بالهدنة المعلنة، وعدم عرقلة تقديم المساعدات الضرورية".
في سياق متصل، أعلنت السعودية أن المحادثات التي انطلقت في جدة، السبت، بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "ستستمر أياماً"، للوصول إلى "وقف فعّال لإطلاق النار".
يذكر أنه ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 تشهد ولايات بالسودان بينها الخرطوم (وسط)، اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى وأوضاعاً إنسانية صعبة.
مصر تستقبل آلاف السودانيين
من جهة أخرى قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الإثنين، إن بلاده استقبلت "أكثر من 60 ألف شخص" هربوا من الاشتباكات في السودان، مشيراً إلى التنسيق الثنائي مع تشاد لدعم جهود وقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال لقاء جمع شكري ورئيس تشاد، محمد إدريس ديبي، بالعاصمة نجامينا، في "مستهل الزيارة التي يقوم بها لكل من جنوب السودان وتشاد (دولتي جوار السودان)؛ لبحث سبل دعم جهود وقف إطلاق النار"، وفق بيان الخارجية المصرية.
كما نقل البيان عن شكري، قوله إن "مصر فتحت ذراعيها لاستقبال الفارّين من جحيم المواجهات العسكرية من الأشقاء السودانيين بأعداد تزيد على 60 ألف شخص". وخلال اللقاء مع ديبي، أشار شكري إلى "المأساة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن الأزمة، والتي تتأثر بها دول جوار السودان بشكل مباشر، الأمر الذي يقتضي تكثيف آليات التشاور والتنسيق"، وفق البيان المصري.
رسالة من السيسي لرئيس تشاد
في حين سلّم شكري، رئيسَ تشاد رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتضمن "التشاور والتنسيق بشأن التطورات الجارية في السودان، ودور تشاد ودول جوار السودان في دعم جهود وقف إطلاق النار والأزمة الإنسانية نتيجة الاقتتال الدائر"، وفق المصدر نفسه.
حسب البيان، أعرب ديبي عن تطلّعه إلى "التنسيق مع مصر من أجل تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت والالتزام بوقف شامل لإطلاق النار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، فضلاً عن إفساح المجال لإطلاق حوار بنّاء لحل الخلافات بين الأطراف السودانية".
فيما استعرض شكري "الجهود والاتصالات التي قامت بها مصر منذ بداية الأزمة، على المستويين السياسي والإنساني"، وفق البيان المصري. و"اتفق الجانبان على التواصل عن قرب على مختلف المستويات خلال المرحلة القادمة، وتنسيق المواقف، بهدف وقف الحرب الدائرة بالسودان"، وفق البيان ذاته.من جانبها قدّرت نقابة أطباء السودان عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين بـ481 قتيلاً، وأكثر من 2564 مصاباً، منذ المواجهات العسكرية، وفق آخر إحصائية.