تنوي جنوب إفريقيا أن تطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم الحضور بنفسه لقمة كبرى تُقام بها وتشارك فيها روسيا، وحضورها عبر تطبيق "زووم" بدلاً من ذلك، بعد أن طلبت بريتوريا المشورة القانونية بشأن التزاماتها باعتقال الزعيم الروسي، الذي وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام بارتكاب جرائم حرب، وأُجيبت عن ذلك بأنها مضطرة لإيقافه.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، إن بوتين قد دُعي لحضور اجتماع لرؤساء كتلة من 5 اقتصادات ناشئة تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين والدولة المضيفة جنوب إفريقيا.
الصحيفة أشارت إلى أنه رغم رفض جنوب إفريقيا دعم العقوبات ضد روسيا، وتجنبت إدانة عدوانها على أوكرانيا، فإن إصدار المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً مذكرة توقيف بحق بوتين، بناءً على اتهامه بترحيل الأطفال الأوكرانيين قسراً من الأراضي التي تحتلها روسيا، أحرج الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا، واستدعى مراجعة الدعوة التي وجهها إلى بوتين لحضور الاجتماع في جوهانسبرغ.
كان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، قد أعلن الأسبوع الماضي أن حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي"، وهو الحزب الحاكم منذ إلغاء الفصل العنصري، يريد إنهاء عضوية البلاد في المحكمة الجنائية الدولية، ومع أنه ما لبث أن تراجع عن هذا التصريح، فإن هذا الموقف يعكس معضلة تواجهها حكومته.
تحذير قانوني
يأتي ذلك بعد أن حذرت المشورة القانونية الخاصة التي حصلت عليها وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا من أن تجاهل مذكرة التوقيف من شأنه أن ينتهك الالتزامات الدولية لجنوب إفريقيا ويُخالف قوانين الدولة، لا سيما أن المحكمة العليا في البلاد كانت قد حكمت من قبل بعدم دستورية تقاعس الحكومة عن القبض على عمر البشير، الرئيس السوداني السابق، خلال زيارة له إلى البلاد في عام 2016.
إلى ذلك، قال مسؤول حكومي كبير اطلع على المشورة القانونية لصحيفة The Sunday Times بجنوب إفريقيا: "جنوب إفريقيا لا يجوز لها ألا تعتقل بوتين. إذا جاء إلى هنا، فعلينا اعتقاله"، لذا فإن "الخيار الوحيد المتاح لنا هو التواصل معه عبر برنامج مايكروسوفت تيمز أو برنامج زووم وهو في موسكو".
وأرسل رامافوزا وفداً إلى واشنطن ليشرح أسباب امتناع بلاده عن إدانة العدوان الروسي، وهو الأمر الذي أدى إلى دعوات باستبعاد جنوب إفريقيا من ترتيبات التجارة التفضيلية مع الدول الإفريقية.
ومن الجدير بالذكر أن جنوب إفريقيا استضافت منذ وقت قريب وزيرَ خارجية موسكو وسفناً حربية من روسيا والصين في تدريبات بحرية مشتركة.