فاجأت أخبار اكتشاف المقابر الجماعية في كينيا كثيراً من المواطنين، فيما أقدمت السلطات على تشديد الإجراءات المفروضة على الجماعات الدينية الهامشية، بحسب ما قال كيثور كينديكي، وزير الداخلية الكيني.
وقالت الشرطة إنها عثرت حتى الآن على 109 جثث، ومعظم الضحايا من الأطفال، لكن بعضهم لم يمت جوعاً. وقالت جمعية الصليب الأحمر الكينية إن أكثر من 213 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، بحسب ما نقلت صحيفة The Telegraph البريطانية الأحد 30 أبريل/نيسان 2023.
وتزايدت الانتقادات الموجهة للدولة الكينية بشأن السماح لهذه الكنيسة بمواصلة العمل ودعوة الأتباع رغم علامات التحذير المتوالية والشكاوى العديدة والبلاغات المقدمة إلى الشرطة بشأنها على مدار سنوات.
من جهة أخرى، قبضت الشرطة الأسبوع الماضي على قسيس كيني آخر، يُدعى حزقيال أوديرو، رئيس "مركز وكنيسة صلاة الحياة الجديدة"، بعد توارد الأخبار عن وقوع بعض الوفيات بين أتباعه. ويزعم المدعون أن أوديرو وماكنزي تشاركا معاملات تجارية وابتزا الأموال من أتباعهما.
اكتسبت كنيسة ماكنزي نفوذاً كبيراً في منطقة هامشية من الساحل الكيني وتشتهر بارتفاع معدلات الأمية وسوء الخدمات الصحية والفقر.
خبايا الطائفة
أخبرت رزيكي وأتباع سابقون للكنيسة صحيفةَ The Telegraph أن ماكنزي كان يغلب عليه الطهارة والتواضع والكرم عندما وصل إلى المنطقة.
وقالت رزيكي: "في البداية، لما سمعته يعظ الناس لأول مرة اقتنعت بكلامه، وكان يقتبس دائماً من الكتاب المقدس ويفسره. وظننا أنه قادر على التنبؤ، وإخراج الشياطين وشفاء المرضى بالمعجزات"، "صرت أشك الآن في أنه كان يستخدم قوة أخرى، ولكن في ذلك الوقت كنا نعتقد أنه خادم مخلص للرب".
بدأ ماكنزي يحث الناس على هجر التعليم وترك الطب، ثم أصر على عدم ذهاب أتباعه إلى المدارس، والامتناع عن الاستعانة بالطب الغربي. وفجأة أصدر مرسوماً يحظر على الأتباع من النساء وضع المكياج. و"أمرنا بإحضار أقراطنا وقلائدنا وغيرها من الجواهر وأدوات الزينة التي قال إنها مدعاة للفجور وأضرم فيها النار".
حين تواردت الأخبار عن انتشال الشرطة لأكثر من 100 جثة من غابة بالقرب من كنيسة صغيرة محدودة الأتباع في شرق كينيا هذا الأسبوع، تابعت بريسيلا رزيكي التقارير الواردة في هلع.
كانت رزيكي من أتباع بول ماكنزي نثينجي، القسيس وزعيم الطائفة الذي قبض عليه للاشتباه في حثِّه أتباعه على تجويع أنفسهم حتى الموت تقرباً إلى الله. ثم تركت رزيكي كنيسة "جود نيوز إنترناشونال" لانزعاجها الشديد من تعاليمها المتطرفة، لكن ابنتها وصهرها، وأحفادها الثلاثة، ظلوا من أتباع الكنيسة.
قالت رزيكي البريطانية: "لقد سمعنا تقارير عن أن بعض الصغار ماتوا جوعاً، أو خنقاً، وأن رجالاً احتجزوا زوج ابنتي ولم يسمحوا له بالمغادرة".
اعتقلت الشرطة ماكنزي وآخرين في عام 2017 بعد بلاغات ضده بأنه يحرض الناس على ترك التعليم. وبعد الإفراج عنه، سارع ماكنزي بنقل كنيسته من مكانها في بلدة ماليندي إلى مكان ناء في قرية شاكهولا.
قالت إيزابيل زاتو، عالمة النفس في مستشفى الساحل العام في مومباسا، إن الكنيسة تتبع أنماطاً قديمة لطالما شوهدت في الطوائف من هذا النوع. فهم يستغلون المشكلات الاجتماعية التي يعانيها ذوو الحاجة في المنطقة لاجتذاب الأتباع، والباحثون عن دعوات الخلاص أو الفداء. و"المستضعفون: مثل العاطلين عن العمل، وأصحاب الأزمات العائلية، والمطلقات، وذوي الأمراض المزمنة"، و"يستغل أمثال ماكنزي ذلك فيعد الناس بأشياء من قبيل الشفاء الروحي".
في هذا السياق، فإن عزل الأتباع عن أسرهم وسيلة شائعة وطريقة فعالة لاستمرار السيطرة على المتابعين. وقالت زاتو إن ماكنزي نقل كنيسته عمداً إلى موقع منعزل.