كييف تتوعد روسيا: الهجوم على منشأة للنفط في شبه جزيرة القرم يمهد لهجوم أوكراني أوسع

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/30 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/30 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
أعمدة الدخان تتصاعد من منشأة للنفط في شبه جزيرة القرم تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة "أرشيفية"/رويترز

قالت ناتاليا جومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، إن الانفجار الذي وقع السبت 29 أبريل/نيسان 2023، في منشأة تخزين النفط بمدينة سيفاستوبول الواقعة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني، كان استعداداً أوكرانيّاً لهجوم واسع النطاق.

جاءت تصريحات جومينيوك في مقابلة مع تلفزيون محلي، وقالت إن "الجنود الروس الذين كانوا قلقين بعد الانفجار الذي وقع أمس بمنشأة تخزين النفط في سيفاستوبول، حاولوا إجلاء أفراد عائلاتهم".

أضافت جومينيوك أن "الروس يتجهون إلى قواعد في مدينة نوفوسيبيرسك، لأنهم لا يشعرون بالسلام والدعم اللوجستي المستدام في سيفاستوبول"، وأكدت أيضاً أن الأضرار التي لحقت باللوجيستيات الروسية هي أحد عناصر استعداد قوات الدفاع الأوكرانية لعمليات قوية، "وأن هذا العمل (الانفجار) بمثابة استعداد لهجوم أوكراني واسع النطاق".

كانت طائرة مسيرة أوكرانية قد أشعلت النيران بمنشأة لتخزين الوقود في مدينة سيفاستوبول، وذلك في أحدث هجوم على المنطقة التي تحتلها روسيا، وحمَّل حاكم المدينة الذي عينته موسكو، أوكرانيا مسؤولية الحريق، وقال لاحقاً إنه تم إخماده قبل وقوع كارثة.

قناة (آر.بي.سي) أوكرانيا نقلت عن مسؤول بالمخابرات العسكرية الأوكرانية، قوله إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية بسعة نحو 40 ألف طن كانت مخصصة ليستخدمها أسطول البحر الأسود الروسي، دُمرت في انفجار بميناء سيفاستوبول الذي تحتله روسيا.

جاءت هذه الضربة بينما تستعد أوكرانيا لهجوم مضاد طال انتظاره، ويهدف إلى دفع القوات الروسية إلى التراجع عن الأراضي التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. 

تقول أوكرانيا إن استعادة السيطرة على جميع أراضيها، ومنها شبه جزيرة القرم، شرط أساسي لأي اتفاق سلام، وكانت القوات الروسية قد سيطرت على شبه جزيرة القرم في العام 2014. 

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها سيفاستوبول للهجوم، إذ شهدت هجمات متكررة منذ بدء الحرب على أوكرانيا، ويتهم مسؤولون روس كييف بتنفيذ الهجمات.

معارك في باخموت

يأتي هذا فيما تتواصل المواجهات العنيفة بين القوات الروسية والجيش الأوكراني في مدينة باخموت، وقال رهي شيريفاتي المتحدث باسم القوات الأوكرانية في الشرق، إن أوكرانيا لا تزال تسيطر على طريق إمداد مهم يؤدي إلى باخموت. 

يأتي هذا فيما تحاول القوات الروسية منذ عشرة أشهر، شق طريقها وسط أنقاض المدينة التي كان يسكنها في السابق 70 ألف نسمة، وتعهدت كييف بالدفاع عن باخموت التي تعتبرها روسيا نقطة انطلاق لمهاجمة مدن أخرى.

شيريفاتي قال إن "الروس يتحدثون منذ عدة أسابيع عن السيطرة على طريق الحياة، وكذلك عن استمرار السيطرة على إطلاق النار عليه"، وأضاف: "نعم، الأمر صعب حقاً هناك… (لكن) قوات الدفاع لم تسمح للروس (بقطع) خدماتنا اللوجستية".

"طريق الحياة" هو طريق حيوي بين مدينة باخموت المدمرة وبلدة تشاسيف يار المجاورة إلى الغرب، بمسافة تزيد قليلاً على 17 كيلومتراً.

من جانبها، قالت القيادة العسكرية العليا الأوكرانية في تقريرها اليومي، اليوم الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، إن قواتها صدت 58 هجوماً روسيّاً خلال اليوم الماضي، على طول الجزء من خط المواجهة الممتد من باخموت عبر أفدييفكا وصولاً إلى مارينكا في جنوب منطقة دونيتسك.

يشير محللون عسكريون إلى أنه إذا سقطت باخموت فستكون تشاسيف يار على الأرجح هي الهدف التالي للهجمات الروسية، على الرغم من أنها تقع على أرض مرتفعة ويُعتقد أن القوات الأوكرانية قامت ببناء تحصينات دفاعية في مكان قريب.

يُذكر أن العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

تحميل المزيد