إيران تسعى لخلق شكل جديد لوجودها بلبنان.. عبد اللهيان يمهّد لتسوية رئاسية بلقاءات مع قوى شيعية وسنية

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/28 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/28 الساعة 08:04 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان

قبيل أيام من زيارة الموفد القطري للبنان لاستكمال مسار النشاط الدبلوماسي للدول الخمسة الفاعلين في الملف اللبناني، حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت في زيارة هي الثالثة في أقل من سنة واحدة.

وتأتي هذه الزيارة، والتي يستكملها الوزير الإيراني بزيارة دمشق ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، في نظر الأطراف السياسية اللبنانية، في إطار وضع حلفائه في لبنان وسوريا في صورة الملفات الإقليمية المتسارعة.

وتشير مصادر مطلعة في وزارة الخارجية اللبنانية إلى أن أهمية الزيارة تكمن في كونها بعد الاتفاق السعودي الإيراني وإعادة تحريك المفاوضات في الملف النووي الإيراني مع دول الغرب.

بالمقابل كان لافتاً -بحسب المصادر اللبنانية- الدعوة التي وجهتها السفارة الإيرانية في بيروت لبرلمانيين لبنانيين من كتل مختلفة للقاء مع الوزير الإيراني. 

أبرز تلك الكتل هي التيار الوطني الحر وجمعية المشاريع والجماعة الإسلامية، بالإضافة لنواب محسوبين على تيار المستقبل وآخرين مستقلين.

ووفقاً للمعلومات فإن عبد اللهيان سيلتقي مع قادة الفصائل الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي، عقب التطورات التي حصلت سابقاً في الجنوب اللبناني مع إسرائيل، وعلى إثر لقاءات عقدت بين أمين عام حزب الله حسن نصر الله وقيادات من فصائل المقاومة الفلسطينية، كانت قد سبقت عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجانب الإسرائيلي.

إشارات إقليمية 

في هذا الاطار يشير مصدر حكومي لبناني رفيع لـ"عربي بوست" أن لقاءات الوزير الإيراني والتي سيكون "درة تاجها" لقاء أمين عام حزب الله حسن نصر الله والمسؤولين في حزب الله ستناقش بشكل مباشر ملفات انسحاب حزب الله من اليمن، واللقاءات المستمرة والقائمة في سلطنة عمان بين الحزب والسعوديين والإماراتيين.

كذلك ستتطرق الزيارة إلى النقاشات المتعلقة بالانفتاح العربي على النظام السوري وآفاق هذه العلاقات القائمة، والتي لا تتعارض مع الحضور الاستراتيجي للحزب وإيران في سوريا. 

رئيس
رئيس "تيار المردة" في لبنان سليمان فرنجية/ رويترز

وأوضح المصدر أن هذه الزيارة تكتسب أهمية أيضاً باعتبار أن الوزير الإيراني يصل إلى بيروت بعد زيارته إلى سلطنة عمان ولقاءاته المتعلقة بالملف النووي واليمن وسوريا.

واعتبر المصدر أن زيارة عمان قبيل بيروت مرتبطة بالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين إيران والسعودية، وبين واشنطن وطهران، وبين الولايات المتحدة والنظام السوري حول مصير مواطنين أمريكيين وإمكانية أن يكون هذا الملف منطلقاً لتخفيف عقوبات قيصر عن الأسد ونظامه.

إيران ولبنان

من هذا المنطلق، يعتقد المحلل السياسي ربيع دندشلي أنه لا بد من انتظار انعكاسات هذه الزيارة في لبنان، والتي ستوضح مصير العديد من الملفات العالقة بما فيها ملف رئاسة الجمهورية في ظل إصرار حزب الله بدعم فرنسي وسوري على دعم وصول سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الكثير من النقاط العالقة.

لذا فإن هذه الزيارة -بحسب دندشلي- تثبت مبدأً إيرانياً أساسياً وهو عدم التخلّي عن لبنان، وتثبيت الحضور الإيراني على الساحة اللبنانية بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

مع التأكيد على إبلاغ حلفاء إيران بأهمية تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق مع القوى الإقليمية الأخرى دون التنازل عن الضمانات المتعلقة بالسلاح والدور الشيعي.

بالمقابل فإن مصدراً مقرباً من حزب الله يشير لـ"عربي بوست" إلى أن إيران تعمل بعد المصالحة مع السعودية والتفاهمات الجارية مع الدول العربية، وتحديداً الخليج ومصر والأردن، برعاية عراقية-عمانية، على خلق مظلة جديدة لحضورها في العالم العربي ولبنان، من خلال تحسين وتفعيل العلاقات مع القوى السياسية والإقليمية المخاصمة لها.

الجيش اللبناني بايدن أمريكا مساعدات لبنان
قائد الجيش اللبناني جوزيف عون/رويترز

هذا الأداء يترجم عبر انفتاح السفارة الإيرانية في بيروت على قوى سياسية مسيحية وسنية عبر لقاءات ثنائية معها بعيداً عن الإعلام.

وعليه فإن المصدر يعتقد أن الوزير الإيراني، وانطلاقاً من سياسة فصل الملفات الإقليمية والاستقلالية التي يتمتع بها الحزب في مواكبة الواقع الإقليمي، فإنه لن يتدخل في التفاصيل السياسية للملف اللبناني، وتحديداً الملف الرئاسي العالق.

مع التأكيد بشكل واضح على أن الظرف اللبناني منوط بحزب الله وحلفائه، مع إمكانية التدخل الإيراني لدفع أية تسوية لبنانية أو سورية.

موفد مصري يستبق الموفد القطري

وفيما تتحضر القوى السياسية للقاء الموفد القطري (وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي)، والذي سيكون في لبنان مطلع الأسبوع المقبل لاستكمال الجهود القطرية للحل السياسي اللبناني وتحديداً الملف الرئاسي، كان لافتاً ما تسرب عن زيارة مسؤول أمني مصري لبيروت ولقائه مسؤولين في حزب الله وقوى سياسية أخرى.

وتشير المعلومات إلى أن المسؤول المصري ناقش مع ممثلي القوى السياسية إمكانية السير بقائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.

وبحسب المعطيات فإن المسؤول المصري استطاع استكشاف عدد النواب الجاهزين للسير بعون للرئاسة، وإمكانية تحقيق خرق رئاسي حتى نهاية الصيف الحالي.

بالمقابل فإن القوى السياسية تتحدث عن تعويل كبير لدور الموفد القطري. ويعتقد مصدر وزارة الخارجية اللبنانية أنه قد يكون هناك دور قطري متقدم في صياغة أمر واقع سياسي جديد يقود إلى تسوية رئاسية، خاصة أن القطريين منذ صياغة علاقتهم مع القوى اللبنانية لم يكونوا يوماً في صلب أي تحالف ضد آخر.

ويعتبر المصدر أن قوة أي ورقة حل قطرية هي أنها منسقة أولاً مع الجانبين الأمريكي والسعودي، وثانياً بحكم علاقتها المتقدمة مع إيران، وثالثاً تواصلها المستمر مع كل الأطراف اللبنانية.

وعليه فإن الأطراف السياسية اللبنانية تتوقع أن يخرج الموفد القطري من لبنان بجمع بعض الأطراف السياسية للاتفاق على اسم مشترك، وتحديداً على اسم يجمع القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر بالإضافة للنواب السنة والتغييرين.

تحميل المزيد