أعلنت الحكومة الكندية الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023 عن إجراءات خاصة تُسهّل على السودانيين المتواجدين على أراضيها تمديد إقاماتهم؛ ما سيتيح لهم الاستمرار في الدراسة أو العمل أو زيارة أسرهم بالبلاد دون أي مصاريف. يأتي ذلك في ظل النزاع الدامي الذي يشهده السودان منذ منتصف شهر أبريل/نيسان الحالي.
يأتي قرار كندا بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل/نيسان، وأدى لمقتل المئات وتوقف العمل بالمستشفيات وانقطاع خدمات أخرى وحوّل أحياء سكنية إلى ساحات حرب.
وتضمن بيان للحكومة الكندية أنه بمجرد دخول الإجراءات الجديدة التي أعلنها وزير الهجرة الكندي شون فريزر حيز التنفيذ، سيتمكن المواطنون السودانيون من طلب تمديد إقاماتهم في كندا؛ ما سيتيح لهم الاستمرار في الدراسة أو العمل أو زيارة أسرهم بالبلاد دون أي مصاريف.
وتابعت الحكومة أنها ستعطي الأولوية لمراجعة طلبات الإقامة الدائمة والمؤقتة المكتملة بالفعل على نظام الهجرة لمن لا يزالون في السودان؛ وذلك لتسهيل الإجراءات عليهم. وأضافت أن ذلك يشمل طلبات تأشيرات الدخول بغرض الزيارة لأفراد الأسرة المباشرين لمواطنين كنديين ومقيمين دائمين في البلاد.
وقالت كندا إنها ستعفي أيضاً المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين الموجودين في السودان والذين يرغبون في مغادرته من رسوم جواز السفر ووثيقة سفر المقيم الدائم.
فيما قالت الولايات المتحدة إن طرفي الصراع في السودان وافقا على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، في الوقت الذي سابقت فيه دول غربية وعربية وآسيوية الزمن لإجلاء رعاياها.
من جهتها، قالت كندا الأحد إنها علّقت بصفة مؤقتة العمل بسفارتها في السودان وإن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتاً من موقع آمن خارج البلاد.
مبادرة عربية لحل الصراع في السودان
وتقود دول عربية، منها السعودية ومصر، مبادرات مكثفة وتتلقى اتصالات من دول غربية منذ بداية الاشتباكات؛ لتثبيت هدنة دائمة بالسودان ووقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات بشأن العودة للحوار بين الأطراف المتنازعة.
ومساء الجمعة 21 أبريل/نيسان، أعلن الجيش السوداني، في بيان، موافقته على هدنة لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر، وذلك بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال، لكن الاشتباكات تجددت في اليوم التالي (السبت) بين الطرفين.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.