طالب قائد مرتزقة "فاغنر" الروسية، يفغيني بريغوجين، عناصره بعدم اعتماد استراتيجية سجن جنود أوكرانيين بعد الآن، واللجوء بدلاً من ذلك إلى قتلهم، وذلك رداً على إعدام جنود أوكرانيين لأحد رجاله، إذ تقاتل قوات "فاغنر" إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
بريغوجين قال، الأحد 23 أبريل/نيسان 2023، في رسالة صوتية نشرها على تطبيق تليغرام: "لا نعلم اسم عنصرنا المصاب الذي قتله أوكرانيون بائسون. لكننا سنقتل جميع من في جبهة القتال. لن نسجن أحداً بعد اليوم"، وفقاً لما أورده موقع "فرانس 24"، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023.
أضاف بريغوجين: "عندما تسجن أحداً ما، تبدأ بالاعتناء به وتعالجه ولا تؤذيه، وتعيده إلى منزله بعد فترة عن طريق التبادل، وهكذا".
جاء تصريح بريغوجين بمثابة رد على رسالة صوتية أخرى، نشرها حساب على تليغرام مؤيد لـ"فاغنر"، وقُدمت على أنها محادثة بين جنود أوكرانيين يأمرون بإعدام عنصر من المجموعة المسلحة أخذوه أسيراً لديهم.
يأتي هذا فيما تخوض "فاغنر" معارك عنيفة ضد الجيش الأوكراني في مناطق عدة، لا سيما مدينة باخموت الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تتصدر فيها "فاغنر" خوض المعارك للسيطرة على المدينة.
تأتي دعوة بريغوجين لقتل الجنود الأوكرانيين، بعد أيام من انتشار اعتراف لأحد مقاتلي المرتزقة الروسية السابقين، وقال فيه إن "فاغنر" قتلت عشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين وعذبتهم، بحسب ما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية.
أليكسي سافيتشيف، المدان الروسي السابق البالغ من العمر 49 عاماً، الذي جندته مجموعة فاغنر في سبتمبر/أيلول 2022، قال خلال مقابلة عبر الهاتف مع الصحيفة، إنه شارك في عمليات إعدام بإجراءات موجزة بحق أسرى الحرب الأوكرانيين خلال أشهر القتال الستة التي شارك فيها في شرق أوكرانيا.
أضاف سافيتشيف: "أُبلغنا بألا نصطحب أي أسرى، وأن نطلق عليهم النار في الحال وحسب"، وفي أحد الأمثلة، أثناء القتال الدائر بالقرب من مدينة سوليدار الواقعة شرقي أوكرانيا في الخريف، قال سافيتشيف إنه شارك في قتل 20 جندياً أوكرانياً كانوا قد استسلموا. وأضاف: "أمطرناهم برصاصنا. إنها حرب، وأنا لست نادماً على أي شيء فعلته هناك. إذا كنت أستطيع، سأعود إلى هناك".
ونُشرت رواية سافيتشيف للمرة الأولى يوم الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023 عن طريق المجموعة الحقوقية Gulagu.net، في فيديو مدته ساعة و17 دقيقة، حيث ظهر بجانب مقاتل آخر من مقاتلي "فاغنر"، عُرف باسم عزامات أولداروف، الذي قال أيضاً إنه قتل المدنيين، ومن بينهم أطفال، خلال المعركة في باخموت.
رداً على المقابلة التي نشرها موقع Gulagu Net، قال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، إن المسؤولين عن هذه الأمور يجب أن يعاقبوا. وكتب في موقع تويتر: "الاعتراف ليس كافياً. يجب أن يكون هناك عقاب صارم وعادل. وسوف يحدث هذا قطعاً".
كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي قد شجب، في منتصف أبريل/نيسان 2023، انتهاكات من وصفهم بأنهم "وحوش" روسيا، بعدما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر قطع رأس شخص يعتقد أنه أسير حرب أوكراني.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.