بدأت شركة بناء السفن الروسية العملاقة، United Shipbuilding، تشعر بآثار العقوبات التي فرضتها أمريكا والغرب على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا، وأصبحت الشركة تعاني من نقص أجزاء المحركات الرئيسية؛ الأمر الذي يؤدي إلى تأخير أو تعطِّل إنتاج الناقلات، وسفن المحيطات التي تحتاجها البلاد لنقل نفطها وشحناتها.
مسؤول في شركة United Shipbuilding المملوكة للدولة، قال إنَّ الشركة تعرضت لعقوبات منذ عام 2014، لكن تحدياتها المتمثلة في الحصول على المعدات والمتخصصين الأجانب لتركيب الأجزاء "اتخذت طابعاً منهجياً" بعد فبراير/شباط 2022، وفقاً لما أوردته صحيفة The Wall Street Journal، الإثنين 24 أبريل/ نيسان 2023.
كانت أمريكا وأوروبا قد فرضت بعد فترة وجيزة من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2023، عقوبات وضوابط على الصادرات، أدت إلى تعطيل تدفق قطع غيار المحركات والمراوح ومضخات الوقود.
تُعد شركة United Shipbuilding وZvezda Shipbuilding Complex، وهي شركة أخرى مملوكة للدولة، أكبر حوضين لبناء السفن في روسيا من حيث عدد طلبات البناء.
تنتج الشركتان مجموعة متنوعة من السفن؛ بدايةً من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية والفرقاطات البحرية إلى ناقلات تكسير الجليد وسفن الركاب، وعملاء الشركتين هم في الغالب من داخل روسيا، وستتردد أصداء مشكلات الإنتاج في الغالب داخل البلاد.
تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن المشكلات التي تواجهها الشركتان الروسيتان، سيكون لها تأثير محدود أيضاً على مجال بناء السفن العالمية، الذي تهيمن عليه أحواض البناء الآسيوية التي لديها دفاتر طلبات عالمية.
من بين العملاء الدائمين للشركتين الروسيتين، مشغل الناقلات المملوك للدولة Sovcomflot، والذي يخضع أيضاً لعقوبات واضطر إلى بيع أكثر من ثُلث أسطوله ونقل عملياته إلى دبي.
كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد فرضا حظراً على السفن الروسية في موانئهما، وكذلك عقوبات على ناقلات النفط الروسي، ودفعت هذه الإجراءات مُصدّري النفط الروس إلى الاعتماد على أسطول ناقلات قديم، الذي يشحن الآن غالبية صادرات النفط بحرياً في البلاد.
يقول بعض المديرين التنفيذيين إنَّ قطاع بناء السفن الروسي يواجه أكبر تحدٍ له منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ويتوقعون اختفاء آلاف الوظائف في أحواض بناء السفن والشركات الداعمة للتصنيع خلال العام المقبل.
من جانبها، قالت شركة INFOline لاستشارات الاستثمارات في روسيا، إنَّ الأحواض المحلية سلّمت خلال العام 2022 سفناً أقل بنسبة 20% مقارنة بعام 2021، وزادت سعة الشحن زيادة طفيفة بسبب تسليم Zvezda ناقلتين كبيرتين إلى شركة Sovcomflot وRosnefteflot، مالكة ناقلات أخرى مملوكة للدولة.
وتعمل United Shipbuilding على تطوير 59 سفينة شحن، وسلّمت 17 سفينة في عام 2020 و 16 سفينة في عام 2021، لكنها أنتجت 4 فقط في العام الماضي لأنَّ مراوح الدفة المصنوعة في ألمانيا لم تعُد متوفرة، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون على طلبات الشراء، للصحيفة الأمريكية.
بدروهم، يقول مسؤولون تنفيذيون روس في مجال الشحن إنَّ أحواض بناء السفن تحاول صنع بعض قطع الغيار الناقصة بنفسها أو استبدال واردات من الصين بها، لكن إنشاء سلاسل إمداد جديدة في بناء السفن يستغرق وقتاً ويضيف تكاليف.
تضغط هذه الأحواض على الكرملين للحصول على الدعم والإعانات مثل إزالة الرسوم الضريبية وإلغاء العقوبات على مواعيد التسليم الفائتة.
تقول مصادر للصحيفة الأمريكية، إن شركة Zvezda تُسلّم أكثر من 50 سفينة خلال العام 2023 بموجب تعاقد، وكانت مكونات هذه السفن مُؤمّنة قبل فرض العقوبات، لكن تجميعها يحدث وفقاً لشراكة مع شركاء كوريين، لكنها توقفت.
مدير في مصانع Zvezda قال إنَّ نقص المحركات المستوردة يعطل الإنتاج في موقعه في بلدة بولشوي كيمين، وأضاف أنَّ إنتاج بعض هذه الأجزاء داخل روسيا سيستغرق عدة سنوات.
كانت أحواض بناء السفن المدنية قد تلقت 6 ملايين دولار هذا العام دعماً من الدولة، لكن المسؤولين التنفيذيين يقولون إنَّ آفاق الواردات البديلة قاتمة.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.