دول تسابق الزمن لإجلاء رعاياها من السودان.. والأمم المتحدة تحذّر من خطر “تصاعد كارثي” أوسع

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 18:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/24 الساعة 18:03 بتوقيت غرينتش
مدنيون يفرون من الاشتباكات الدائرة في السودان / رويترز

سابقت أوروبا والصين واليابان ودول أخرى الزمن لإجلاء رعاياها من العاصمة السودانية الخرطوم، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، فيما حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من خطر "تصاعد كارثي للحرب" ينذر بتداعيات أوسع، وحث القوى الدولية على ممارسة أقصى قدر من الضغوط من أجل السلام. 

وشملت عمليات إجلاء الأجانب قافلة مؤلفة من 65 مركبة على متنها عشرات الأطفال، إلى جانب دبلوماسيين وعمال إغاثة في رحلة امتدت 800 كيلومتر استغرقت 35 ساعة في حرارة شديدة من العاصمة الخرطوم إلى بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر.

فيما أسفر انزلاق السودان فجأة إلى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، عن مقتل 427 شخصاً على الأقل، وشل العمل في المستشفيات وعطل خدمات أخرى وحول مناطق سكنية إلى ساحات حرب.

في الوقت ذاته، فرَّ آلاف الأشخاص، ومن بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، في الأيام القليلة الماضية، إلى دول مثل مصر وتشاد وجنوب السودان.

تسارع وتيرة عمليات الإجلاء

وتسارعت وتيرة عمليات الإجلاء خلال فترة هدوء جزئي للقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكن يتوقع قليلون استمرار التباطؤ النسبي للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب الجيش والمعارك المسلحة في الأحياء السكنية بمجرد انتهاء عمليات الإجلاء الدولية.

في حين علقت عدة دول، من بينها كندا وفرنسا وبولندا وسويسرا والولايات المتحدة، العمليات في سفاراتها بالسودان حتى إشعار آخر.

بينما سعت بلدان منها دول خليجية وروسيا، إلى إجلاء مواطنيها اليوم الإثنين. واستُهدف دبلوماسيون في هجمات وقُتل خمسة على الأقل من العاملين بمجال الإغاثة. 

وعلى الرغم من استمرار ضغوط بلدان تشعر بالقلق إزاء التداعيات الأوسع نطاقاً للصراع، فضلاً عن سلامة مواطنيها، لم يلتزم الجانبان باتفاقيات الهدنة، لكن حدة القتال خفت خلال مطلع الأسبوع، الأمر الذي سمح للولايات المتحدة والمملكة المتحدة بإجلاء موظفي سفارتيهما، وأدى إلى تسارع عمليات إجلاء مئات الرعايا الأجانب من قبل دول أخرى. 

وأظهرت صور تكدس أسر وأطفال على متن طائرات عسكرية إسبانية وفرنسية. وكانت هناك مجموعة من الراهبات ضمن من جرى إجلاؤهم على متن طائرة إيطالية. 

إجلاء مواطنين فرنسيين من السودان إلى جيبوتي / رويترز
إجلاء مواطنين فرنسيين من السودان إلى جيبوتي / رويترز

في حين تعرضت اثنتان على الأقل، من قوافل الإجلاء للهجوم، وكانت إحداهما تنقل موظفين بالسفارة القطرية والأخرى تقل مواطنين فرنسيين أصيب أحدهم. 

وأرسلت عدة دول طائرات عسكرية من جيبوتي لنقل الناس من العاصمة السودانية، في حين نقلت عمليات أخرى أشخاصاً في موكب إلى بورتسودان التي تطل على البحر الأحمر وتبعد نحو 800 كيلومتر عن طريق البر من الخرطوم. ومن هناك ركب البعض سفناً إلى السعودية.

خطر "تصاعد كارثي"

من جانبه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في جلسة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك، من أن العنف "ينذر بتصاعد كارثي للحرب في السودان يمكن أن يمتد إلى المنطقة بأسرها وإلى خارجها". 

وحث أعضاء المجلس الخمسة عشر على استخدام نفوذهم لإنهاء العنف وإعادة السودان إلى طريق الانتقال الديمقراطي. 

أضاف: "لا بد أن نبذل جميعاً كل ما في وسعنا لإبعاد السودان عن حافة الهاوية… نقف معهم في هذا الوقت العصيب"، مضيفاً أنه سمح بنقل مؤقت لبعض أفراد الأمم المتحدة وعائلاتهم.

قوات الدعم السريع والجيش السوداني يشتبكات بمناطق مدنية - رويترز
قوات الدعم السريع والجيش السوداني يشتبكات بمناطق مدنية – رويترز

بدوره، قال فريد أيور رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان، إن "الحصول على الغذاء والكهرباء والمياه ما زال يمثل تحدياً؛ مما يدفع الناس إلى المغادرة".

ويزداد الوضع قتامة بالنسبة لأولئك الذين بقوا في ثالث أكبر دولة إفريقية. وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن ثلث السكان، البالغ عددهم 46 مليوناً، كانوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية حتى قبل اندلاع العنف. 

وكانت منظمات الإغاثة من بين تلك التي سحبت موظفيها في مواجهة الهجمات. وعلق برنامج الأغذية العالمي مهمته لتوزيع الغذاء، وهي واحدة من أكبر مهمات توزيع الغذاء في العالم. 

ومن الصعب الحصول على المياه النظيفة والوقود في الخرطوم، كما تنقطع خدمات الكهرباء والإنترنت. ويتشارك السكان فيما لديهم من طعام وشراب.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين. 

وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.

تحميل المزيد