تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، السبت 22 أبريل/نيسان 2023 ضد الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وخطة "إصلاح القضاء" التي تعتزم تنفيذها، وذكرت هيئة البث (رسمية)، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" (خاصة)، أن عشرات الآلاف تظاهروا في عشرات المواقع، للأسبوع السادس عشر على التوالي، ضد الحكومة الإسرائيلية.
حيث نظم المتظاهرون احتجاجاً مركزياً في شارع "كابلان" وسط مدينة تل أبيب، شارك فيه أكثر من 30 ألف شخص، وفق هيئة البث الإسرائيلية، كما نظمت تظاهرات أخرى في مدن حيفا (شمال)، وبئر السبع (جنوب)، والقدس ونتانيا وأسدود وهرتسليا وروش هعين وبيت شيمش وكفار سابا وبات يام (وسط)، شارك فيها عشرات الآلاف أيضاً، وفق الهيئة.
الشرطة الإسرائيلية تغلق طرقاً أمام المتظاهرين
في سياق متصل، أغلقت الشرطة الإسرائيلية جراء التظاهرات عدداً من الطرق في أنحاء عدة، خصوصاً مدينة تل أبيب، وفق المصدر ذاته.
تحت وطأة إضرابات وتظاهرات حاشدة، أعلن نتنياهو نهاية مارس/آذار 2023، تعليق خطته حتى الدورة الصيفية للكنيست (البرلمان) التي تبدأ في 30 أبريل/نيسان 2023، وتستمر 3 أشهر، لحين إجراء حوار مع المعارضة، لكنه قال إنه لن يتخلى عنها.
فيما تحد الخطة المثيرة للجدل من سلطات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، وتمنح الائتلاف الحكومي السيطرة على لجنة تعيين القضاة. وفور تعليق الخطة، أعلن الرئيس إسحاق هرتسوغ بدء استضافة جلسات حوار بين أحزاب الائتلاف والمعارضة لتقريب وجهات النظر.
المعارضة تشكك في نوايا نتنياهو
في سياق متصل، تقول المعارضة على لسان قادتها وأبرزهم رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، إن الخطة بشكلها الحالي بمثابة "نهاية الديمقراطية" وبداية "عهد ديكتاتوري" في إسرائيل، وتصفها بـ"الانقلاب السلطوي"، فيما يؤكد نتنياهو أن خطته تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (القضائية والتنفيذية والتشريعية).
من جانبه، سبق أن قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إنه أصبح "أكثر قلقاً" بعد اجتماعه برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي أحاطه بآخر المستجدات والأحداث في البلاد. جاء ذلك في مؤتمر صحفي بثه الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، غداة لقاء لابيد مع نتنياهو بمدينة تل أبيب، في وقت سابق من أبريل/نيسان 2023.
قال لابيد إنه كان قلقاً إزاء الأحداث الأخيرة في إسرائيل، لكنه أصبح "أكثر قلقاً" بعد اجتماعه بنتنياهو. وأضاف: "على نتنياهو أن يعترف بأن حكومته الحالية غير قادرة على السيطرة على الأمور ولا يمكن الوثوق بها".
أردف: "يجب على نتنياهو أن يسحب الصلاحيات الممنوحة لوزير الأمن القومي في حكومته إيتمار بن غفير فيما يتعلق بالأحداث داخل الحرم القدسي". وتابع: "لا يمكن لمهرج (تيك توك) مثل بن غفير أن يدير مكاناً مثل الحرم القدسي".
تحذير من مشروع الانقلاب القضائي
في سياق موازٍ، فقد سبق أن حذّر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" من أن الانقسامات التي أثارها مشروع التعديلات القضائية يمكن أن تسبب "كارثة قد لا تتمكن إسرائيل من التعافي منها"، وفق ما نقلته صحيفة "Times Of Israel"، الأحد 2 أبريل/نيسان 2023.
الموقع الإسرائيلي أشار إلى أن تصريحات رونين بار العامة تعتبر نادرة، حيث أضاف بذلك صوته إلى مجموعة من قادة الأمن السابقين والحاليين في إسرائيل الذين أعربوا عن قلقهم بشأن تداعيات ما يطلق عليه "الإصلاح القضائي" الذي تحاول الحكومة الإسرائيلية سنّه.
"كارثة" لإسرائيل
في حين حذر رونين خلال حديث ألقاه في منزل الرئيس الإسرائيلي، في تجمع استذكاري للرئيس السادس لإسرائيل حاييم هرتسوغ، من التداعيات الكارثية لحملات التشهير والكراهية التي تُتداول على صفحات التواصل الاجتماعي بين معارضي هذا المشروع ومؤيديه، قائلاً إن ذلك قد يؤدي إلى "كارثة لن تتمكن إسرائيل من التعافي منها".
كما ذكرت الصحيفة أن سلف بار المباشر رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان كان قال، الشهر الماضي، إن هذا "الإصلاح" قد يؤدي إلى "انهيار من الداخل" للأجهزة الأمنية، كما بعث أكثر من 400 من عملاء الشاباك خطاباً، في فبراير/شباط الماضي، إلى وزير الزراعة آفي ديختر -الرئيس السابق للوكالة- حثّوه فيه على عدم دعم خطة الحكومة بشأن تلك التعديلات، وحذّروه من أنها تمزق المجتمع الإسرائيلي وتهدد نظامه الديمقراطي.
أضافت أن مجموعة من مسؤولي الأمن السابقين الرفيعي المستوى حذروا كذلك من أن الانقسامات في المجتمع يمكن أن تكون لها تداعيات وخيمة على أمن البلاد ومستقبلها، مشيرة إلى أن التعديلات المزمعة أدت إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وإلى إضرابات عمالية، كما أثارت تحذيرات من الخبراء القانونيين والمسؤولين الماليين والأكاديميين وقادة الأعمال وغيرهم.
الصحيفة قالت إن رئيس الشاباك أعرب كذلك، في اجتماعات مغلقة، عن معارضته لتشكيل الحرس الوطني الذي وافق عليه الكنيست والذي كان محور احتجاج شعبي ضد الحكومة. ودق بار ناقوس الخطر بشأن الوضع الأمني، وأصدر تحذيراً لما سماه "أعداء إسرائيل".