قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، إن تنزانيا التي تعد واحدة من أكبر منتجي الذهب في إفريقيا، حيث تمتلك رابع أكبر منجم في القارة، إلا أن هذه المعادن الثمينة تكون من نصيب قلة محظوظة، في المقابل هناك تكلفة باهظة تدفعها فتيات في العاشرة من العمر أو أقل؛ من خلال تعرضهن للاعتداء الجنسي والاغتصاب وحتى القتل بسبب وعود الثروة التي يقنع بها الدجالون عمال مناجم الذهب.
إذ قيل لصحيفة The Times إن بعض عمال المناجم يستهدفون الفتيات الضعيفات للحصول على دم عذراوات يعطونه إلى السحرة- الذين يؤمنون أن له خصائص سحرية مفيدة لطقوس السحر الأسود– لضمان الحظ السعيد في التنقيب عن الذهب.
ممارسات وحشية تطال فتيات في تنزانيا للحصول على الذهب
يقول أحد عمال مناجم الذهب ويبلغ من العمر 22 عاماً من تشونيا في غرب تنزانيا، إنه تعرّف على هذه الممارسات الوحشية منذ عدة سنوات، ويعتبرها السبب في إثرائه.
قال إنه يذهب كل عام إلى مناطق نائية في المدينة بحثاً عن "فتيات الشوارع"، وإنه قبل بضعة أشهر اختطف إحدى الفتيات.
في السياق ذاته لا تملك دولة شرق إفريقيا إلا عشر شركات رسمية أجنبية للتنقيب عن الذهب، لكنها تضم مليون عامل غير رسمي، من بينهم أطفال. وهم يعملون في نوبات قد تصل إلى 24 ساعة، ويغوصون في المياه الموحلة لإيجاد الذهب أو يستخدمون مواد كيميائية سامة "لفصل" القطع الذهبية من الأرض.
النساء ضحايا للسحر الأسود
أما في منطقة مبيا بجنوب غرب تنزانيا، قالت نساء وطالبات مدارس يعشن في القرى القريبة من المناجم إنهن أصبحن أهدافاً لممارسات السحر الأسود.
كانت الحكومة حظرت دجالي السحر الأسود عام 2015؛ لأنهم يشجعون على قتل وتشويه الأشخاص المصابين بالمهق. لكن هؤلاء مستمرون في إغراء عمال المناجم.
قالت متحدثة باسم فرقة العمل المعنية بالعنف الجنساني في مبيا، وهي منطقة تضم عشرات مواقع التعدين غير الرسمية: "السحرة أخفوا أنفسهم فقط حين حظرتهم الحكومة. لكنهم لا يزالون نشطين ويدعون إلى العنف؛ لأنهم يريدون النفوذ. وهم يعرفون أن الناس يرغبون في الثراء".
في سياق متصل، يتقاضى عمال المناجم رواتبهم حسب وزن الذهب الذي يستخرجونه كل يوم. وأرباحهم قد تصل إلى آلاف الشلنات التنزانية شهرياً.
أكدت فرقة العمل أنها تلقت عشرات البلاغات عن حوادث اغتصاب ومحاولات قتل ووفيات مرتبطة بالسحر لفتيات تقل أعمارهن عن عشر سنوات في البلدات التي تضم مناجم الذهب. لكن الكثير من الاعتداءات الجنسية لا يُبلغ عنها بسبب معتقدات ثقافية ودينية.
قال بيتر نتورا، رئيس فرقة العمل، إنهم تلقوا أيضاً بلاغات عن عمال مناجم يهاجمون النساء المسنات والأرامل "اللائي يُعتبرن بريئات لأنهن لا يمارسن الجنس".
في حين أنه ومن المعلوم أن الفتيات العذراوات يجري تجهيزهن وبيعهن من "متاجر" سفلى في القرى لاستخدامهن في طقوس السحر الأسود.
حيث يبلغ احتياطي الذهب في تنزانيا أكثر من 36 مليون أوقية، أي حوالي 1020 طناً، وتتجه معظم صادراتها إلى جنوب إفريقيا والهند والإمارات وسويسرا. ويقدَّر أن عمال المناجم غير الرسميين ينتجون 20 طناً سنوياً، معظمه يُصدَّر بشكل غير قانوني.