قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، 21 أبريل/نيسان 2023، إن السجناء المحتجزين منذ سنوات في معتقل خليج غوانتانامو الأمريكي في كوبا، تظهر عليهم علامات "الشيخوخة المتسارعة".
وقال باتريك هاميلتون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالولايات المتحدة وكندا "ندعو الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى العمل معاً لإيجاد حلول مناسبة ومستدامة لمعالجة هذه القضايا"، وأضاف "يجب اتخاذ إجراءات بشكل عاجل".
وجاءت تعليقات هاميلتون بعد زيارته معتقل غوانتانامو في مارس/آذار 2023، بعد توقف دام 20 عاماً. وقال إنه "اندهش من أن أولئك الذين ما زالوا محتجزين حتى اليوم يعانون من أعراض تسارع الشيخوخة، والتي تفاقمت بسبب الآثار التراكمية لتجاربهم، والسنوات التي قضوها رهن الاحتجاز".
وطالب بحصول المحتجزين على رعاية ملائمة في مجالي الصحة النفسية والجسدية، والسماح لهم بالاتصال بأسرهم باستمرار.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب من رويترز للتعليق.
وأسس الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، معسكر غوانتانامو عام 2002 لاحتجاز الإرهابيين الأجانب، المشتبه بهم، في أعقاب هجمات بطائرات مختطفة عام 2001 على نيويورك ومقر وزارة الدفاع، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 3000 شخص.
قضية إغلاق غوانتانامو
ومنذ 21 عاماً، احتجز في السجن نحو 780 معتقلاً، معظمهم دون تهمة أو محاكمة، ولا يزال في غوانتانامو 35 معتقلاً، بينهم 20 مؤهلون للنقل خارج السجن وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، غير أن محاولات إغلاقه تزداد صعوبة مع توقيع الرئيس بايدن على مشروع قانون جديد.
ومنذ افتتاحه، ظل سجن غوانتانامو في قلب السياسة الأمريكية، حيث وعد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، بإغلاقه، لكن ذلك لم يحدث بسبب معارضة شديدة من الكونغرس.
وعلى عكس أوباما، قرر الرئيس السابق، دونالد ترامب، إبقاء السجن المثير للجدل مفتوحاً، وأمر بوقف فوري لعمليات نقل المعتقلين، حيث تم نقل سجين واحد فقط من غوانتانامو تحت إدارته.
وفي الأسابيع الأولى من ولايته، أعلن الرئيس جو بايدن نيته إغلاق معسكر الاعتقال، لكن دون جدوى.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، وقّع بايدن على مشروع قانون في الشؤون الدفاعية بقيمة 770 مليار دولار، يتضمن أحكاماً تمنع استخدام الأموال لنقل المعتقلين إلى سجون في دول أجنبية، ما يجعل من المستحيل عليه إغلاق غوانتانامو.
وفي تصريح أثناء توقيعه على مشروع القانون، انتقد بايدن تلك القيود قائلاً: "أحث الكونغرس على إلغاء تلك القيود في أسرع وقت ممكن".
وبحسب كارين غرينبيرغ، مديرة مركز الأمن القومي في كلية الحقوق بجامعة فوردهام، فإن إدارة بايدن "تتخذ بعض الخطوات النشطة للغاية" في إغلاق السجن.
وأشارت في تصريحات صحفية إلى أن إدارة بايدن عيّنت في سبتمبر/أيلول 2022 تينا كايدانو، ممثلة خاصة للإشراف على نقل المعتقلين.
وأضافت: "أنا متفائلة بأنهم سيغلقونه، وأعتقد أنه يتعين عليهم الحفاظ على الوتيرة القوية التي بدأوا بها" في هذا الشأن.
وأوضحت أن غوانتانامو كان "خطأ"، مشيرة إلى أنه "تم إنشاؤه ليكون موجوداً خارج القانون، حيث يبقي الناس فيه دون تهمة لمدة 21 عاماً".
وقالت غرينبيرغ: "فشلنا في محاكمة الأفراد المتهمين بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهو أمر غير عادل لعائلات الضحايا وللمتهمين أنفسهم".