قالت الرئاسة الروسية "الكرملين" إن الرئيس فلاديمير بوتين ناقش اتفاق "أوبك+" لخفض إنتاج النفط مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اتصال هاتفي، الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023.
وذكر الكرملين، في بيان، أن الزعيمين عبَّرا عن رضاهما عن مستوى التعاون بين البلدين لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية.
أضاف البيان: "كان الاتصال ودياً وبناء ومفيداً. وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على بناء الروابط في مجالات محددة من التعاون".
وأقام بوتين وولي العهد السعودي علاقات تجارية وثيقة بين البلدين، وفي عام 2016، أسست منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والسعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، تحالف "أوبك+" مع منتجين كبار آخرين بقيادة روسيا للتحاور والتواصل عن كثب فيما يتعلق بأوضاع سوق النفط.
أوبك+ تخفض إنتاج النفط
ومطلع أبريل/نيسان الحالي، أعلن منتجو النفط في "أوبك+" بشكل مفاجئ عن مزيد من التخفيضات في إنتاج الخام بحوالي 1.16 مليون برميل يومياً، فيما قالت الرياض إنها ستخفض الإنتاج 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من مايو/أيار المقبل حتى نهاية 2023.
وتستهدف التخفيضات الإضافية بمقدار 1.16 مليون برميل يومياً دعم استقرار السوق، ويرى محللون أنها ستساعد في صعود أسعار النفط الخام من أدنى مستوياتها في 15 شهراً، والتي لامستها في منتصف مارس/آذار. ونفذ المنتجون بالفعل اتفاقاً في وقت سابق، بخفض الإنتاج مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الجاري.
بدورها، انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، تلك التخفيضات المفاجئة في إنتاج النفط في "أوبك+"، وقالت إنها "غير منطقية"، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: "لا نعتقد أن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، اتفقت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، على تخفيضات في الإنتاج قدرها مليونا برميل يومياً من نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهاية العام، مما أغضب واشنطن، إذ يؤدي شح المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط.
استثمار النفط الروسي!
من جانب آخر، كشف تقرير لصحيفة The Wall Street Journal نقلاً عن مسؤولين تنفيذيين بمجال النفط ومحللين في الصناعة، أن شركات حكومية من السعودية والإمارات تدخلت للاستفادة من الأسعار المخفضة للمنتجات الروسية، إثر العقوبات الغربية على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إن روسيا بينما تجوب العالم بحثاً عن مشترين لمنتجاتها من الطاقة منذ فرض الغرب عقوبات عليها، وجدت شركاء تجاريين متحمسين من الدول الغنية بالنفط في الخليج العربي.
وعلى الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة، تستخدم دول الخليج المنتجات الروسية المخفضة داخلياً، وضمن ذلك لأغراض الاستهلاك والتكرير، في حين تُصدِّر براميلها بأسعار السوق؛ مما يعزز أرباحها.
وصارت دول الخليج، خاصةً دولة الإمارات، أيضاً مراكز تخزين وتجارة رئيسية لمنتجات الطاقة الروسية التي لا يمكن شحنها بسهولة في جميع أنحاء العالم بسبب الحرب، وفق "وول ستريت جورنال".
فيما اعتبرت الصحيفة ذاتها، أن التحول "غير المنطقي"، الذي تتوق فيه الدول التي لديها أكبر احتياطيات نفطية في العالم إلى شراء المزيد، مثال على العواقب غير المتوقعة للعقوبات الغربية ومثال آخر على تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة على الشرق الأوسط.