قال شهود في اليمن ومسؤولون في الحكومة التابعة لجماعة الحوثي، الخميس 20 أبريل/نيسان 2023 ، إن 78 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في حادث تدافُع بالعاصمة صنعاء، خلال تجمع للسكان في مدرسة لتلقي معونات نقدية، يوزّعها تجار في أواخر شهر رمضان، وقبل أيام قليلة من عيد الفطر.
إذ قال شاهدان شاركا في جهود الإنقاذ إن المئات احتشدوا لتلقي المساعدات المالية وقدرها خمسة آلاف ريال يمني لكل فرد، أو نحو تسعة دولارات للفرد، فيما قال أحد المسعفين إن الناس تدافعوا عندما فُتح باب المدرسة ليصلوا إلى الفناء أولاً، وسقط البعض على الدرج المؤدي إلى المدخل.
بدورها قالت وزارة الصحة بالحكومة التابعة للحوثيين، إن 77 شخصاً أصيبوا في حادث التدافع الذي وقع قبل أيام من عيد الفطر، ومن بينهم 13 في حالة حرجة.
وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي في اليمن، على تويتر "التاجر عادة يسجل لديه الأسماء ويسلم مباشرة، لكن هذه المرة جمع أسماء عدة أيام إلى هذه المدرسة. قام باستخدام الشارع الضيق والبوابة الخلفية التي ترتفع عن مستوى الحوش بمتر ونصف تقريباً"، وأضاف "الدخول من البوابة إلى الحوش بدرج نتج عنه الاكتظاظ مع فتح البوابة، وحصل التدافع".
وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة تابعة للحوثيين على تطبيق تليغرام تكدس حشد كبير من الناس الذين تعالت صيحات وصرخات بعضهم، ومدوا أياديهم لانتشالهم من وسط الزحام. وبذل أفراد الأمن جهوداً مضنية لدفع الناس إلى الخلف والسيطرة على الحشد.
وأظهر مقطع فيديو آخر بعد التدافع عشرات الأحذية المخلوعة، وعكازاً وملابس على درج المبنى، كما ظهر محققو بحث جنائي يرتدون زياً وقائياً أبيض اللون، وهم يتفحصون المتعلقات الشخصية.
ويحتاج ثلثا السكان للمساعدات، في البلد الذي دمّرته الحرب، وكان يعاني بالفعل من الفقر حتى قبل اندلاع الصراع منذ ثماني سنوات.
"مأساة كبيرة" في اليمن
ذكرت وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين، في بيان منفصل، أن الشرطة ألقت القبض على اثنين من التجار القائمين على توزيع المعونات، مضيفة أن النيابة تجري تحقيقات للوصول إلى ملابسات الحادث.
وقال عبد العزيز صالح بن حبتور، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني التي عيّنتها جماعة الحوثي في صنعاء "نحن نعيش مأساة كبيرة، جزء كبير من مواطنينا استشهدوا في مساء هذه الليلة نتيجة لهذا التدافع".
وأضاف في تصريحات نقلها المركز الإعلامي للحوثيين "كل المسؤولين باشروا مهامهم القانونية لدارسة هذا الحادث المأساوي، وأيضاً البحث عن معالجة جدية كي لا تتكرر المأساة".
وقال رئيس مجلس القضاء الأعلى، إن السلطات ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.
أزمة إنسانية في اليمن
يأتي هذا في وقت يعاني فيه اليمن من حرب أهلية مستمرة منذ ثمانية أعوام، أودت بحياة عشرات الآلاف من السكان، وقوّضت الاقتصاد، وألقت بالملايين في براثن الجوع.
وتدخّل تحالف تقوده السعودية في اليمن في 2015، بعدما أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية وأبعدوها من العاصمة صنعاء في 2014.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الطعام إلى 13 مليوناً في اليمن، لكن نقص التمويل قلّص أنشطته.
ووفّرت هدنة انقضى أجلها، وتوسطت فيها الأمم المتحدة، هدوءاً نسبياً على مدى عام، وهي أطول فترة هدوء منذ بدء الصراع. وتشاركت السعودية والحوثيون في محادثات بالتوازي مع جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
واتفقت الرياض وطهران، في مارس/آذار، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، التي انقطعت بين البلدين في 2016، وعزّز تبادل السجناء بين الجانبين هذا الشهر الآمال في التوصل إلى حل للنزاع في اليمن.